الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      خلافة الطائع وخلع أبيه المطيع لله

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ذكر ابن الأثير أنه لما كان اليوم الثالث عشر من ذي القعدة - وقال ابن الجوزي في " منتظمه " : كان ذلك يوم الثلاثاء التاسع عشر من ذي القعدة من هذه السنة - خلع المطيع لله وذلك لفالج أصابه ، فثقل لسانه ، فسأله سبكتكين أن يخلع نفسه ، ويولي من بعده ولده الطائع ، فأجاب إلى ذلك فعقدت البيعة للطائع بدار الخلافة على يدي الحاجب سبكتكين ، وخلع أبوه المطيع بعد تسع وعشرين سنة كانت له في الخلافة ، ولكن تعوض بولاية ولده .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      واسم الطائع أبو بكر عبد الكريم بن المطيع لله أبي القاسم الفضل بن المقتدر [ ص: 346 ] بالله جعفر بن المعتضد أبي العباس أحمد بن الأمير أبي أحمد الموفق بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد ، ولم يل الخلافة من اسمه عبد الكريم سواه ، ولا من أبوه حي سواه وسوى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ولم يل الخلافة من بني العباس أسن منه حال الولاية ، كان عمره ثمانيا وأربعين سنة ، وكانت أمه أم ولد اسمها عتب ، وكانت تعيش أيضا يوم بويع بالخلافة ، ولما بويع الطائع ركب وعليه البردة ، وبين يديه سبكتكين والجيش ، ثم خلع من الغد على سبكتكين خلع الملوك ، ولقبه نصر الدولة ، وعقد له لواء الإمارة . ولما حضر الأضحى ركب الطائع وعليه السواد ، فخطب الناس بعد الصلاة خطبة خفيفة حسنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحكى ابن الجوزي في " المنتظم " أن المطيع لله كان يسمى بعد خلعه بالشيخ الفاضل .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية