الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  358 باب : الصلاة في القميص والسراويل والتبان والقباء

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في بيان حكم الصلاة في القميص إلى آخره ، القميص معروف ، وجمعه قمصان ، وأقمصة ، وقمصه تقميصا ، وتقمصه ؛ أي : لبسه ، والسراويل أعجمي عرب نقله سيبويه عن يونس ، وزعم ابن سيده أنه فارسي معرب يذكر ويؤنث ، ولم يعرف الأصمعي فيها إلا التأنيث ، والجمع سراويلات ، وقال سيبويه : لا تكسر لأنه لو كسر لم يرجع إلا إلى لفظ الواحد فترك ، ويقال : هو جمع سروالة ، وقال أبو حاتم السجستاني : السراويل مؤنث لا يذكرها أحد علمناه ، وبعض العرب يظن السراويل جماعة ، وسمعت من الأعراب من يقول : الشروال بالشين المعجمة . ( قلت ) ولما استعملته العرب بدلوا الشين سينا ثم جمعوه على سراويل ، وقد يقال فيه سراوين بالنون موضع اللام ، وفي الجامع للقزاز سراويل ، وسروال ، وسرويل ثلاث لغات ، والتبان بضم التاء المثناة من فوق ، وتشديد الباء الموحدة قال في المحكم : التبان يشبه السراويل يذكر ، وفي الصحاح التبان سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة المغلظة ، فقد يكون للملاحين . ( قلت ) وهو عند العجم من جلد بلا رجلين يلبسه المصارعون ، والقبا بفتح القاف والباء الموحدة المخففة قال الكرماني : ممدود ، وتبعه على ذلك بعضهم ( قلت ) لم يذكر غيره بل الظاهر أنه مقصور ، وفي كتاب الجواليقي قال بعضهم : هو فارسي معرب ، وقيل : عربي ، واشتقاقه من القبو ، وهو الضم ، والجمع ، [ ص: 73 ] وقال أبو علي : سمي قباء لتقبضه ، وقبوت الشيء جمعته ، وقال أبو عبيد : هو اليلمق فارسي معرب ، والقردماني ، وقال السيرافي : قباء محشو ، وقال في الجامع : سمي قباء لأنه يضم لابسه ، وفي الصحاح : تقبيت إذا لبست قباء ، وفي المحكم : قبا الشيء قبوا جمعه بأصابعه ، والقبوة انضمام ما بين الشفتين ، والقباء من الثياب مشتق من ذلك لانضمام أطرافه ، والجمع أقبية ، وفي مجمع الغرائب للفارسي عن كعب : أول من لبس القباء سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام ، فكان إذا أدخل رأسه في الثياب لنصت الشياطين يعني فصلت أنوفها ، وزعم أبو موسى في المغيث بالسين لنست .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية