الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( زكا ) ( هـ ) قد تكرر في الحديث ذكر الزكاة والتزكية وأصل الزكاة في اللغة الطهارة والنماء والبركة والمدح ، وكل ذلك قد استعمل في القرآن والحديث ، ووزنها فعلة كالصدقة ، فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها انقلبت ألفا ، وهي من الأسماء المشتركة بين المخرج والفعل ، فتطلق على العين ، وهي الطائفة من المال المزكى بها ، وعلى المعنى ، وهو التزكية . ومن الجهل بهذا البيان أتي من ظلم نفسه بالطعن على قوله - تعالى - والذين هم للزكاة فاعلون ذاهبا إلى العين ، وإنما المراد المعنى الذي هو التزكية ، فالزكاة طهرة للأموال ، وزكاة الفطر طهرة للأبدان .

                                                          وفي حديث زينب كان اسمها برة ، فغيره ، وقال : تزكي نفسها ! زكى الرجل نفسه إذا وصفها وأثنى عليها .

                                                          [ ص: 308 ] وفي حديث الباقر أنه قال : زكاة الأرض يبسها يريد طهارتها من النجاسة كالبول وأشباهه بأن يجف ويذهب أثره .

                                                          ( س ) وفي حديث معاوية أنه قدم المدينة بمال ، فسأل عن الحسن بن علي فقيل إنه بمكة فأزكى المال ومضى فلحق الحسن ، فقال : قدمت بمال ، فلما بلغني شخوصك أزكيته ، وها هو ذا كأنه يريد أوعيته مما تقدم . هكذا فسره أبو موسى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية