الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو أحمد ) قيل : اسمه محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم ( الزبيري ) بضم ففتح ( وأبو نعيم ) بالتصغير ( قالا : حدثنا سفيان عن عبد الله بن عيسى ، عن رجل من أهل الشام ، يقال له عطاء ) في التقريب شامي أنصاري سكن الساحل ، مقبول من الرابعة ( عن أبي أسيد ) بفتح فكسر ، هو ابن ثابت الزرقي ، قال في الإكمال أبو أسيد هذا بفتح الهمزة وكسر السين ، وقيل : بضم الهمزة مصغرا ، ولا يصح وهو راوي حديث : كلوا الزيت ، إلى آخره . وقال الشيخ ابن حجر العسقلاني في التقريب : أبو أسيد بن ثابت المدني الأنصاري ، قيل : اسمه عبد الله له حديث والصحيح فيه فتح الهمزة ، قاله الدارقطني ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلوا الزيت ) أي مع الخبز ، واجعلوه إداما ، فلا يرد أن الزيت مائع ، فلا يكون تناوله أكلا ، ولا الاعتراض بعدم مناسبته للباب ( وادهنوا به ) أمر من الادهان بتشديد الدال ، وهو استعمال الدهن وأمثال هذا الأمر [ ص: 252 ] للاستحباب لمن كان قادرا عليه ، وأبعد الحنفي حيث قال : إنه للإباحة ، ويرده تعليله بقوله : ( فإنه ) أي لأن الزيت يحصل ( من شجرة مباركة ) يعني زيتونة لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسه نار ، ثم وصفها بالبركة لكثرة منافعها وانتفاع أهل الشام بها كذا قيل .

والأظهر لكونها تنبت في الأرض التي بارك الله فيها للعالمين ، قيل : بارك فيها سبعون نبيا منهم إبراهيم عليه السلام ، ويلزم من بركة هذه الشجرة بركة ثمرتها ، وهي الزيتون ، وبركة ما يخرج منها من الزيت وكيف لا وفيه التأدم والتدهن ، وهما نعمتان عظيمتان وقد ورد : عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون ، فتداووا به ، فإنه مصححة من الباسور .

رواه الطبراني وأبو نعيم عن عقبة بن عامر ، وروى أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة بلفظ : كلوا الزيت وادهنوا به ، فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام .

هذا ومناسبة الحديث للباب ، أن الأمر بأكله يستدعي أكله صلى الله عليه وسلم منه ، أو يقال : المقصود من الترجمة معرفة ما أكل منه صلى الله عليه وسلم ، وما أحب الأكل منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية