الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2030 ) فصل : ومن أصبح بين أسنانه طعام ; لم يخل من حالين : أحدهما ; أن يكون يسيرا لا يمكنه لفظه ، فازدرده ، فإنه لا يفطر به ; لأنه لا يمكن التحرز منه ، فأشبه الريق ، قال ابن المنذر : أجمع على ذلك أهل العلم . الثاني ، أن يكون كثيرا يمكن لفظه ، فإن لفظه فلا شيء عليه ، وإن ازدرده عامدا ، فسد صومه في قول أكثر أهل العلم . وقال أبو حنيفة : لا يفطر ; لأنه لا بد له أن يبقى بين أسنانه شيء مما يأكله ، فلا يمكن التحرز منه ، فأشبه ما يجري به الريق . ولنا أنه بلع طعاما يمكنه لفظه باختياره ، ذاكرا لصومه ، فأفطر به ، كما لو ابتدأ الأكل ، ويخالف ما يجري به الريق ، فإنه لا يمكنه لفظه . فإن قيل : يمكنه أن يبصق . قلنا : لا يخرج جميع الريق ببصاقه ، وإن منع من ابتلاع ريقه كله لم يمكنه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية