الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء


              وسألت عبد الرحمن ، عن الرجل يشارك من لا يثق بدينه ، فقال : " لا تفعل ، ولا تخالطه أيضا ، فإني أخاف أن يطعمك الخبيث أو الحرام " .

              وسألته عن الأرض الغصب ، أو القرية المغصوبة تكون في أيدي القوم ، أشتري منه الطعام ؟ قال : " لا " قلت : فإن كان في سفر يرى أن ينزل هذه القرية قال : " ما أحب نزولها ، ولا الصلاة فيها " .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، ثنا عبد الرحمن بن عمر قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، وسئل عن الرجل يتمنى الموت قال : " ما أرى بذلك بأسا إذ يتمنى الموت الرجل مخافة الفتنة على دينه ، ولكن لا يتمنى الموت من ضربة أو فاقة أو شيء مثل هذا " . ثم قال عبد الرحمن : " تمنى الموت أبو بكر وعمر ومن دونهما " .

              وسمعته ونحن مقبلون من جنازة عبد الوهاب فقال : " إني لأشم ريح فتنة ، إني لأدعو الله أن يسبقني بها " .

              وسمعته يقول : " كان لي إخوان فماتوا ، ودفع عنهم شر ما نرى وبقينا بعدهم ، وما بقي لي أخ إلا هذا الرجل - يحيى بن سعيد - وما يغبط اليوم إلا مؤمن في قبره " .

              حدثنا عبد الله ، ثنا محمد ، ثنا عبد الرحمن قال : سمعت عبد الرحمن يقول : الحديث الذي جاء : " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " فقلت : أبا حنيفة الأمر ؟ فقال : " خذ ما لا يريبك حتى لا يصيبك ما يريبك - يعني الحل - " .

              [ ص: 14 ] حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن أحمد ، ثنا عبد الرحمن بن عمر قال : " كان عبد الرحمن يحج كل سنة ، فمات أخوه وأوصى إليه وقبل وصيته ، وقام على أيتامه ، وترك الحج " .

              وسمعت عبد الرحمن يقول : " كنت ربما أمرت صاحب الربح أن يعطي السائل درهما أو بعض درهم ، فأنسى أن أرده إليه فأسهر لذلك ، وقد ابتليت بهؤلاء الأيتام فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربعمائة دينار ، واحتجت إليها في مصلحة أراضيهم وغيرها " .

              وسمعته يقول : " ما أحب أن يخلو مني الموسم ، وظننت أنه كان يجهز ويعطي في الحج "

              التالي السابق


              الخدمات العلمية