الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ; أي : ألم تعلم . وقد بينا في سورة ( النحل : 49 ) معنى السجود في حق من يعقل ومن لا يعقل .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وكثير من الناس " يعني : الموحدين الذين يسجدون لله .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله تعالى : " وكثير حق عليه العذاب " قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أنهم الكفار ، وهم يسجدون ، وسجودهم سجود ظلهم ، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنهم لا يسجدون ، والمعنى : وكثير من الناس أبى السجود ، فحق عليه العذاب لتركه السجود ، هذا قول الفراء .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ومن يهن الله " ; أي : من يشقه الله فما له من مسعد ، " إن الله يفعل ما يشاء " في خلقه من الكرامة والإهانة . [ ص: 416 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية