الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 328 ] وقوله - عز وجل -: فأشارت إليه ؛ أي: لما خاطبوها؛ أشارت إليه؛ بأن: "اجعلوا الكلام معه"؛ ودل على أنها أشارت إليه في الكلام قولهم: كيف نكلم من كان في المهد صبيا ؛ وفي هذا ثلاثة أوجه؛ قال أبو عبيدة : إن معنى "كان"؛ اللغو؛ المعنى: "كيف نكلم من في المهد صبيا؟!"؛ لأن كل رجل قد كان في المهد صبيا؛ ولكن المعنى: "كيف نكلم من في المهد صبيا؛ لا يفهم مثله؛ ولا ينطق لسانه بالكلم".

                                                                                                                                                                                                                                        وقال قوم: إن "كان"؛ في معنى "وقع"؛ و"حدث"؛ المعنى على قول هؤلاء: "كيف نكلم صبيا قد خلق في المهد؟!"؛ وأجود الأقوال أن يكون "من"؛ في معنى الشرط والجزاء؛ فيكون المعنى: "من يكن في المهد صبيا - ويكون "صبيا"؛ حالا - فكيف نكلمه؟!"؛ كما تقول: "من كان لا يسمع ولا يعقل فكيف أخاطبه؟!".

                                                                                                                                                                                                                                        وروي أن عيسى - عليه السلام - لما أومأت إليه اتكأ على يساره وأشار بسبابته؛ فقال: إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت ؛ أي: معلما للخير؛ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ؛ ومعنى "الزكاة"؛ ههنا: الطهارة؛ "ما دمت حيا"؛ "دمت"؛ و"دمت"؛ جميعا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية