الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3908 169 - حدثنا محمود ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن جابر بن عبد الله ، قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة نجد ، فلما أدركته القائلة ، وهو في واد كثير العضاه ، فنزل تحت شجرة واستظل بها وعلق سيفه ، فتفرق الناس في الشجر يستظلون ، وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئنا ، فإذا أعرابي قاعد بين يديه ، فقال : إن هذا أتاني وأنا نائم فاخترط سيفي فاستيقظت وهو قائم على رأسي مخترط سيفي صلتا قال : من يمنعك مني ؟ قلت : الله فشامه ، ثم قعد فهو هذا قال : ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا الحديث قد مضى في الباب السابق ، فإنه أخرجه هناك من طريقين عن أبي اليمان ، وعن إسماعيل ، وهنا أخرجه عن محمود بن غيلان أبو أحمد المروزي ، وهو شيخ مسلم أيضا ، ومعمر هو ابن راشد ، وإنما ذكر هذا الحديث في هذا الباب مع أن قصته كانت في غزوة ذات الرقاع ; لأنه لما صرح فيه بأنها كانت في غزوة نجد توجه ذكره هنا إذ علم منه أنها لم تكن في الغزوة المصطلقية ، وقيل : إنهما كانتا متقاربتين ، فكأن هذا الراوي أعطاهما حكم غزوة واحدة ، وقيل : هذا الحديث ليس في هذا الباب في بعض النسخ ، بل كان في الباب المتقدم ، وقيل : الغالب أنه كان في الحاشية ، فنقله في هذا الباب ، وهذان القولان أقرب إلى الصواب ، قوله : " فشامه " بالشين المعجمة ، يقال : شمت السيف أي غمدته ، وشمته : أي سللته ، وهو من الأضداد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية