الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( و ) الثالث ( الوصية بالتقوى ) للاتباع رواه مسلم ، ولأنها المقصود الأعظم من الخطبة ( ولا يتعين لفظها على الصحيح ) أي الوصية بالتقوى لأن غرضها الوعظ وهو حاصل بغير لفظها ، فيكفي ما دل على الموعظة ولو قصيرا نحو أطيعوا الله ولا يكفي اقتصاره فيها على تحذير من غرور الدنيا وزخرفها ، فقد يتواصى به منكرو المعاد بل لا بد من الحمل على الطاعة وهو مستلزم للحمل على المنع من المعصية ، ومقابل الصحيح أنه يتعين لفظ الوصية قياسا على الحمد والصلاة ، وقوله لا يتعين لفظها على الصحيح يمكن أن يكون الخلاف من حيث مجموع الوصية والتقوى ، فلا ينافيه ما حكي القطع في عدم وجوب لفظ التقوى ( وهذه الثلاثة ) الأركان المذكورة ( أركان في ) كل من ( الخطبتين ) اقتداء بالسلف والخلف ولانفصال كل خطبة عن الأخرى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : بل لا بد من الحمل ) أي من ذكر اللفظ يدل على طلب الطاعة . وقضيته أنه لو اقتصر على ما يدل على المنع عن المعصية لم يكف ، وفي حج ما يخالفه حيث قال : بل لا بد من الحث على الطاعة والزجر عن المعصية ويكفي أحدهما للزوم الآخر له ( قوله : على الطاعة ) أي صريحا أو التزاما أخذا من كلام حج .




                                                                                                                            الخدمات العلمية