الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : في تفسير التهلكة : فيه ستة أقوال : الأول : لا تتركوا النفقة .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : لا تخرجوا بغير زاد ، يشهد له قوله تعالى : { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 166 ] الثالث : لا تتركوا الجهاد .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : لا تدخلوا على العساكر التي لا طاقة لكم بها .

                                                                                                                                                                                                              الخامس : لا تيأسوا من المغفرة ; قاله البراء بن عازب . قال الطبري : هو عام في جميعها لا تناقض فيه ، وقد أصاب إلا في اقتحام العساكر ; فإن العلماء اختلفوا في ذلك .

                                                                                                                                                                                                              فقال القاسم بن مخيمرة ، والقاسم بن محمد ، وعبد الملك من علمائنا : لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم إذا كان فيه قوة وكان لله بنية خالصة ; فإن لم تكن فيه قوة فذلك من التهلكة .

                                                                                                                                                                                                              وقيل : إذا طلب الشهادة وخلصت النية فليحمل ; لأن مقصده واحد منهم ، وذلك بين في قوله تعالى : { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله } .

                                                                                                                                                                                                              والصحيح عندي جوازه ; لأن فيه أربعة أوجه : الأول : طلب الشهادة .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : وجود النكاية .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : تجرية المسلمين عليهم .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : ضعف نفوسهم ليروا أن هذا صنع واحد ، فما ظنك بالجميع ، والفرض لقاء واحد اثنين ، وغير ذلك جائز ; وسيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية