الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3958 216 - حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا حاتم ، عن يزيد بن أبي عبيد قال : سمعت سلمة بن الأكوع يقول : خرجت قبل أن يؤذن بالأولى ، وكانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قرد ، قال : فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف فقال : أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : من أخذها ؟ قال : غطفان ، قال : فصرخت ثلاث صرخات : يا صباحاه ، قال : فأسمعت ما بين لابتي المدينة ، ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم ، وقد أخذوا يستقون من الماء ، فجعلت أرميهم بنبلي ، وكنت راميا ، وأقول :

                                                                                                                                                                                  أنا ابن الأكوع اليوم يوم الرضع

                                                                                                                                                                                  69 وأرتجز حتى استنقذت اللقاح منهم ، واستلبت منهم ثلاثين بردة ، قال : وجاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس ، فقلت : يا نبي الله قد حميت القوم الماء وهم عطاش ، فابعث إليهم الساعة ، فقال: يا ابن الأكوع ، ملكت فأسجح ، قال : ثم رجعنا ويردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته حتى دخلنا المدينة .


                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وحاتم بالحاء المهملة هو ابن إسماعيل ، ويزيد بن أبي عبيد هو مولى سلمة بن الأكوع ، والحديث مضى في الجهاد ، في باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته : يا صباحاه ; فإنه أخرجه هناك عاليا عن مكي بن إبراهيم ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة ، وهو من ثلاثيات البخاري ، وقد مر الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قبل أن يؤذن بالأولى " يعني صلاة الصبح ، قوله : " غطفان " بالغين المعجمة والطاء المهملة وبالفاء - المفتوحات ، وفي رواية مكي بن إبراهيم غطفان وفزارة ، وهو من عطف الخاص على العام ; لأن فزارة من غطفان . قوله : " فصرخت ثلاث صرخات " ، وفي رواية المستملي : بثلاث صرخات بزيادة الموحدة . قوله : " يا صباحاه " كلمة تقال عند الغارة . قوله : " ما بين لابتي المدينة " اللابتان الحرتان تثنية لابة ، والحرة بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء أرض بظاهر المدينة فيها حجارة سود كثيرة . قوله : " ثم اندفعت على وجهي " يعني لم ألتفت يمينا ولا شمالا ، بل أسرعت الجري ، وكان شديد الجري . قوله : " الرضع " بضم الراء وتشديد الضاد المعجمة جمع الراضع ، أي : اللئيم ، وأصله أن رجلا كان يرضع إبله أو غنمة ولا يحلبها لئلا يسمع صوت الحلبة الفقير فيطمع فيه ، أي اليوم يوم اللئام ، أي يوم هلاك اللئام ، قوله : " قد حميت القوم الماء " أي منعتهم من الشرب ، قوله : " فأسجح " بهمزة القطع أمر من الإسجاح بالسين المهملة وبالجيم ، وفي آخره حاء مهملة ، وهو تسهيل الأمر والسجاحة السهولة . قوله : " على ناقته " ، وهي العضباء .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية