الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1748 (25) باب

                                                                                              إعطاء السائل ولو أفحش في المسألة

                                                                                              [ 923 ] عن عمر بن الخطاب قال : قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسما فقلت : والله يا رسول الله! لغير هؤلاء كان أحق به منهم ، قال : إنهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني فلست بباخل) .

                                                                                              رواه مسلم (1056) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (25) ومن باب: إعطاء السائل ولو أفحش في المسألة

                                                                                              قوله : " قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسما " ، كذا رويناه بفتح القاف ، وهو المصدر ، ومعناه : فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل القسم ، والقسم بالكسر : الحظ والنصيب ، وهو غير مراد هنا ، فإنه لم يقسم نصيب أحد ، وإنما فعل القسم في المقسوم .

                                                                                              [ ص: 101 ] وقوله : ( إنهم خيروني . . ) ، إلخ ; معناه : إنهم ألحوا عليه في المسألة ، واشتطوا في السؤال ، وقصدوا بذلك أحد شيئين :

                                                                                              إما أن يصلوا إلى ما طلبوه ، أو ينسبوه إلى البخل ، فاختار النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يقتضيه كرمه من إعطائهم ما سألوه ، وصبره على جفوتهم ، فسلم من نسبة البخل إليه ; إذ لا يليق به ، وحلم عنهم كي يتألفهم .

                                                                                              وكان عمر رضي الله عنه عتب عليه في ذلك ، نظرا إلى أهل الدين ، والغناء فيه أحق بالمعونة عليه ، وهذا هو الذي ظهر لسعد بن أبي وقاص ، فأعلمهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بمصالح أخر لم تخطر لهم ، هي أولى مما ظهر لهم .




                                                                                              الخدمات العلمية