الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( باب الجمع بين الإحرامين )

( قال ) : والعمرة لا تضاف إلى الحج والحج يضاف إلى العمرة قبل أن يعمل منها شيئا وبعد أن يعمل ، هكذا نقل عن ابن عباس رضي الله عنه ، وهذا لأن الله تعالى جعل العمرة بداية والحج نهاية بقوله تعالى { فمن تمتع بالعمرة إلى الحج } فمن أضاف الحجة إلى العمرة كان فعله موافقا لما في القرآن ، ومن أضاف العمرة إلى الحج كان فعله مخالفا لما في القرآن فكان مسيئا من هذا الوجه ، ولكن مع هذا هو قارن فإن القارن هو جامع بين العمرة والحج ، وهو جامع بينهما على كل حال إلا أنه إذا أضاف الحج إلى العمرة بأن أهل بالعمرة أولا ، ثم بالحج فهو جامع مصيب للسنة فيكون محسنا ومن أهل بالحج ، ثم بالعمرة فهو جامع مخالف للسنة فكان مسيئا لهذا ويلزمه في الوجهين جميعا ما أوجب الله تعالى على المتمتع المترفق بأداء النسكين في سفر واحد كما قال الله تعالى { فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي } ، وهو شاة [ ص: 181 ] في قول علي وابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم وفي قول ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما بدنة وأخذنا بالأول لحديث جابر رضي الله عنه قال : { تمتعنا بالعمرة إلى الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتركنا في البدنة عن سبعة } فإن لم يجد الهدي فعليه صوم ثلاثة أيام في الحج . والأفضل أن يصوم قبل يوم التروية بيوم ويوم التروية ويوم عرفة ; لأن صوم اليوم بدل عن الهدي فالأولى أن يؤخره إلى آخر الوقت الذي يفوته بمضيه رجاء أن يجد الهدي

التالي السابق


الخدمات العلمية