الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الثاني حذف الواو اكتفاء بالضمة قصدا للتخفيف ، فإذا اجتمع واوان والضم ، فتحذف الواو التي ليست عمدة ، وتبقى العمدة ، سواء كانت الكلمة فعلا ، مثل : " " ليسؤا وجوهكم " " ( الإسراء : 7 ) ، أو صفة مثل : " " الموءدة " " ( التكوير : 8 ) ، و " " ليؤس " " ( هود : 9 ) ، و " " الغاون " " ( الشعراء : 94 ) ، أو اسما مثل داود ( البقرة : 251 ) إلا أن ينوى كل واحد منهما فتثبتان جميعا ، مثل : تبوءوا ( الحشر : 9 ) فإن الواو الأولى تنوب عن حرفين لأجل الإدغام ، فنويت في الكلمة ، والواو الثانية ضمير الفاعل فثبتا جميعا .

وقد سقطت من أربعة أفعال ، تنبيها على سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل ، وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود :

أولها : سندع الزبانية ( العلق : 18 ) فيه سرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش ، وهو وعيد عظيم ذكر مبدؤه وحذف آخره ، ويدل عليه قوله تعالى : وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ( القمر : 50 ) .

وثانيها : ويمح الله الباطل ( الشورى : 24 ) حذفت منه الواو علامة على سرعة الحق وقبول الباطل له بسرعة ، بدليل قوله : إن الباطل كان زهوقا ( الإسراء : 81 ) ، وليس يمح معطوفا على يختم الذي قبله ; لأنه ظهر مع [ يمح ] الفاعل وعطف على الفعل ما بعده وهو ويحق الحق ( الشورى : 24 ) .

قلت : إن قيل : لم رسم الواو [ ص: 30 ] في : يمحو الله ما يشاء ويثبت ( الرعد : 39 ) ، وحذفت في : ويمح الله الباطل ( الشورى : 24 ) .

قلت : لأن الإثبات الأصل ; وإنما حذفت في الثانية لأن قبله مجزوم ، وإن لم يكن معطوفا عليه ، لأنه قد عطف عليه : ويحق ، وليس مقيدا بشرط ، ولكن قد يجيء بصورة العطف على المجزوم وهذا أقرب من عطف الجوار في النحو ، والله أعلم .

وثالثها : ويدع الإنسان بالشر ( الإسراء : 11 ) حذف الواو يدل على أنه سهل عليه ويسارع فيه ، كما يعمل في الخير ، وإتيان الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير .

ورابعها : " " يوم يدع الداع " " ( القمر : 6 ) حذف الواو لسرعة الدعاء وسرعة الإجابة

التالي السابق


الخدمات العلمية