الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                866 ص: وقد يحتمل أن يكون بلال كان يؤذن في وقت يرى أن الفجر طلع فيه، ولا يتحقق ذلك لضعف نظره، والدليل على ذلك ما حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا أحمد بن إشكاب (ح).

                                                وثنا فهد ، قال: ثنا شهاب بن عباد العبدي ، قالا: ثنا محمد بن بشر ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لا يغرنكم أذان بلال ؛ فإن في بصره شيئا " فدل ذلك على أن بلالا كان يريد الفجر فيخطئه لضعف بصره، فأمرهم رسول الله -عليه السلام- أن لا يعملوا على أذانه؛ إذ كان من عادته الخطأ، لضعف بصره.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذا وجه آخر في أذان بلال بالليل قبل طلوع الفجر ، وهو الذي احتجت به أهل المقالة الأولى في جواز أذان الفجر قبل طلوع الفجر ، وهذا ظاهر.

                                                وأخرجه من طريقين:

                                                الأول: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أحمد بن إشكاب - بكسر الهمزة وسكون الشين المعجمة وفي آخره باء موحدة شيخ البخاري - عن محمد بن بشر الأسلمي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس -رضي الله عنه-.

                                                [ ص: 86 ] وأخرجه أحمد في "مسنده": نا محمد بن بشر ، سعيد ، عن قتادة ، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يمنعنكم أذان بلال من السحور؛ فإن في بصره شيئا" .

                                                الثاني: عن فهد بن سليمان البصري ، عن شهاب بن عباد - بتشديد الباء الموحدة - العبدي شيخ البخاري ومسلم ، عن محمد بن بشر الأسلمي ... إلى آخره.




                                                الخدمات العلمية