الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                867 ص: وقد روينا عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " إن بلالا ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم . قالت: ولم يكن بينهما إلا مقدار ما يصعد هذا وينزل هذا " فلما كان بين أذانيهما من القرب ما ذكرنا؛ ثبت أنهما كانا يقصدان وقتا واحدا، وهو طلوع الفجر، فيخطئه بلال لما ببصره، ويصيبه ابن أم مكتوم ، لأنه لم يكن يفعله حتى تقول له الجماعة: أصبحت، أصبحت.

                                                التالي السابق


                                                ش: ذكر هذا تأييدا أيضا لما قاله من أن بلالا إنما كان يريد الفجر من أذانه، ولكنه كان يخطئه؛ لما في بصره من الضعف، وذلك لأن قول عائشة -رضي الله عنها-: "ولم يكن [ ص: 88 ] بينهما إلا مقدار ما يصعد هذا وينزل هذا " يدل على أن المسافة كانت قريبة جدا بين أذانيهما، وأن كلا منهما كان يقصد طلوع الفجر الصادق ، إلا أن بلالا كان يخطئه لما ببصره من الضعف، وابن مكتوم كان يصيبه - وإن كان ضريرا - لأنه لم يكن يؤذن حتى يقول له الناس: أصبحت، أصبحت.

                                                واختلف في معنى قوله: "أصبحت، أصبحت" . فقيل: معناه قاربت الصباح وتلبست به، فأذن، فإنه وقته، وكان يؤذن فيقع أذانه عند طلوع الفجر الصادق.

                                                وقيل: هو على ظاهره من ظهور الصباح.

                                                والدليل عليه ما جاء في صحيح البخاري : "لا يؤذن حتى يطلع الفجر" .




                                                الخدمات العلمية