الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4050 307 - حدثني إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سنين أبي جميلة ، قال : أخبرنا ونحن مع ابن المسيب قال : وزعم أبو جميلة أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وخرج معه عام الفتح .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة التي هي قوله : باب غزوة الفتح في قوله : عام الفتح ، وإبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء ، وأبو إسحاق الرازي [ ص: 289 ] يعرف بالصغير ، وهو شيخ مسلم أيضا ، وهشام هو ابن يوسف ، أبو عبد الرحمن الصنعاني اليماني قاضيها ، ومعمر بفتح الميمين ابن راشد ، والزهري هو محمد بن مسلم ، وسنين بضم السين المهملة ، وفتح النون ، وسكون الياء آخر الحروف ، وفي آخره نون وقيل بتشديد الياء ، ويكنى بأبي جميلة بفتح الجيم الضمري ، ويقال السلمي ، ذكره ابن منده وابن حبان وغيرهما في الصحابة ، وقال أبو عمر في الاستيعاب : قال مالك بن شهاب : أخبرني سنين أبو جميلة أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وقال غيره : وحج معه حجة الوداع ، ويرد بهذا قول ابن المنذر أبو جميلة رجل مجهول ، وقال البيهقي : قد قاله الشافعي أيضا ، وقال بعضهم بعد قوله : " عن سنين " تقدم ذكره في الشهادات بما يغني عن إعادته ، قلت : لم يغن ذكره في الشهادات عن إعادته هنا أصلا ; لأن المذكور في الشهادات في باب إذا زكى رجل رجلا كفاه ، وقال أبو جميلة : وجدت منبوذا ، فلما رأى عمر رضي الله تعالى عنه قال : عسى الغوير أبؤسا ، كأنه يتهمني ، فقال عريفي : إنه رجل صالح ، قال كذاك اذهب وعلينا نفقته انتهى . فمن أين حال أبي جميلة من هذا حتى يكون ذكره هناك مغنيا عن ذكره هاهنا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال : أخبرنا ونحن مع ابن المسيب " أي : قال الزهري : أخبرنا أبو جميلة ، والحال نحن مع ابن المسيب والمخبر به غير مذكور ، قوله : " قال : وزعم " أي : قال الزهري : وزعم ، أي : قال أبو جميلة : إنه إلى آخره ، وجمهور الأصوليين أن العدل المعاصر للرسول صلى الله عليه وسلم إذا قال : أنا صحابي يصدق فيه ظاهرا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية