الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2554 - ( 2 ) - قوله : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : { السابقون إلى ظل الله يوم القيامة الذين إذا أعطوا الحق قبلوه ، وإذا سئلوه بذلوه ، وإذا حكموا بين الناس حكموا كحكمهم لأنفسهم }. أحمد في مسنده من حديث ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ورواه أبو نعيم في الحلية ، وقال : تفرد به ابن لهيعة ، عن خالد .

قلت : وتابعه يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم وهو بن عبد الرحمن ، عن عائشة رواه أبو العباس بن القاص في كتاب أدب القضاء له ، ولمسلم من حديث عبد الله بن عمرو : { المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم ، وأهليهم ، وما ولوا }قال ابن أبي حاتم في [ ص: 334 ] العلل عن أبيه : الصحيح أنه موقوف .

2555 - ( 3 ) - حديث : { إذا جلس الحاكم للحكم ، بعث الله له ملكين يسددانه ، ويوفقانه ويرشدانه ما لم يجر ، فإذا جار عرجا ، وتركاه }. رواه البيهقي من طريق الأشعري يحيى بن بريد ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس رفعه : { إذا جلس القاضي في مكانه ، هبط عليه ملكان ، يسددانه ويوفقانه ، ويرشدانه ما لم يجر فإذا جار عرجا ، وتركاه }. وإسناده ضعيف ، قال صالح جزرة : هذا الحديث ليس له أصل ، وروى الطبراني معناه من حديث واثلة بن الأسقع ، وفي البزار من رواية إبراهيم بن خثيم بن عراك ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعا : { من ولي من أمر المسلمين شيئا ، وكل الله به ملكا عن يمينه ، - أحسبه قال : - وملكا عن شماله ، يوفقانه ويسددانه ، إذا أريد به خيرا ، ومن ولي من أمر المسلمين شيئا ، فأريد به غير ذلك ، وكل إلى نفسه }قال : ولا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا من حديث عراك ، وإبراهيم ليس بالقوي .

وروى الترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم والبيهقي ، من حديث عبد الله بن أبي أوفى : { إن الله مع القاضي ما لم يجر }.

زاد البيهقي : { فإذا جار تخلى عنه ، ولزمه الشيطان }. وزاد ابن ماجه : { فإذا جار وكله الله إلى نفسه }. وللحاكم : { فإذا جار تبرأ الله منه }. وقال الترمذي : [ ص: 335 ] حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان .

قلت : وفيه مقال ; إلا أنه ليس بالمتروك ، وقد استشهد به البخاري ، وصحح له ابن حبان والحاكم ، وروى الطبراني في الأوسط من رواية عبد الأعلى الثعلبي ، عن بلال بن أبي بردة الأشعري ، عن { أنس : أن الحجاج أراد أن يجعل إليه قضاء البصرة ، فقال أنس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من طلب القضاء واستعان عليه ، وكل إلى نفسه ، ومن لم يطلبه ولم يستعن عليه ، أنزل الله عليه ملكا يسدده }. وقال : لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به عبد الأعلى . انتهى . وقوله : بلال بن أبي بردة فيه نظر ، فقد أخرجه البزار من طريق عبد الأعلى ، عن بلال بن مرداس ، عن خيثمة ، عن أنس ، وقال : لا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه ، قال : وروي عن عبد الأعلى بغير ذكر خيثمة ، قلت : طريق خيثمة أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية