الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: لا تتبعوا خطوات الشيطان أي: تزيينه لكم قذف عائشة . وقد سبق شرح " خطوات الشيطان " وبيان " الفحشاء والمنكر " [البقرة:168، 169] .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ما زكا منكم وقرأ الحسن، ومجاهد، وقتادة: " ما زكى " بتشديد الكاف .

                                                                                                                                                                                                                                      وفيمن خوطب بهذا قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أنه عام في الخلق . والثاني: أنه خاص للمتكلمين في الإفك .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم في معناه أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: ما اهتدى، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثاني: ما أسلم، قاله ابن زبد . والثالث: ما صلح، قاله مقاتل . والرابع: ما طهر، قاله ابن قتيبة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ولكن الله يزكي من يشاء أي: يطهر من يشاء من [ ص: 24 ] الإثم بالتوبة والغفران; فالمعنى: وقد شئت أن أتوب عليكم، والله سميع عليم علم ما في نفوسكم من التوبة والندامة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية