الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2085 ) فصل : فأما صوم النذر فيفعله الولي عنه ، وهذا قول ابن عباس ، والليث ، وأبي عبيد ، وأبي ثور . وقال سائر من ذكرنا من الفقهاء : يطعم عنه ; لما ذكرنا في صوم رمضان . ولنا الأحاديث الصحيحة التي رويناها قبل هذا ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بالاتباع ، وفيها غنية عن كل [ ص: 40 ] قول ، والفرق بين النذر وغيره أن النيابة تدخل العبادة بحسب خفتها ، والنذر أخف حكما ; لكونه لم يجب بأصل الشرع ، وإنما أوجبه الناذر على نفسه .

                                                                                                                                            إذا ثبت هذا ، فإن الصوم ليس بواجب على الولي ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبهه بالدين ، ولا يجب على الولي قضاء دين الميت ، وإنما يتعلق بتركته إن كانت له تركة ، فإن لم يكن له تركة ، فلا شيء على وارثه ، لكن يستحب أن يقضى عنه ، لتفريغ ذمته ، وفك رهانه ، كذلك هاهنا ، ولا يختص ذلك بالولي ، بل كل من صام عنه قضى ذلك عنه ، وأجزأ ; لأنه تبرع ، فأشبه قضاء الدين عنه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية