الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن نافع أنه سمع عبد الله بن عمر وهو على الصفا يدعو يقول اللهم إنك قلت ادعوني أستجب لكم وإنك لا تخلف الميعاد وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          837 827 - ( مالك عن نافع : أنه سمع عبد الله بن عمر وهو على الصفا يدعو ، يقول : اللهم إنك قلت ادعوني أستجب لكم ) ، فحمل الدعاء على ظاهره من الطلب ، لا أن المراد به العبادة ، ووجه الربط بينه وبين قوله : إن الذين يستكبرون عن عبادتي أن الدعاء أخص من العبادة ، فمن استكبر عنها استكبر عن الدعاء ، فالوعيد إنما هو لمن تركه استكبارا ، ومن فعل ذلك كفر ، ( وإنك لا تخلف الميعاد ) كما قلت ، ( وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم ) ، تتميما لنعمتك العظيمة ، لأفوز بالجنة ، والنجاة من النار .

                                                                                                          قال أبو عمر : فيه التأسي بإبراهيم في قوله : واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ( سورة إبراهيم : الآية 35 ) ، وبيوسف في قوله : توفني مسلما وألحقني بالصالحين ( سورة يوسف : الآية 101 ) ، وبنبينا - صلى الله عليه وسلم - في قوله : " وإذا أردت ، أو أدرت بالناس فتنة ، فاقبضني إليك غير مفتون " قال إبراهيم النخعي : لا يأمن الفتنة والاستدراج إلا مفتون ، ولا نعمة أفضل من نعمة الإسلام فيه تزكو الأعمال ، انتهى .

                                                                                                          وأردت بتقديم الراء على الدال من الإرادة ، وبتأخيرها عن الدال من الإدارة إشارة إلى أن الحديث روي بالوجهين كما مر في باب الدعاء لا أنها شك .




                                                                                                          الخدمات العلمية