الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4106 361 - حدثني عبد الله بن رجاء، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: آخر سورة نزلت كاملة "براءة" وآخر سورة نزلت خاتمة سورة النساء يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن "براءة" نزلت وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله تعالى عنه على الحج فقيل: لو بعث بها إلى أبي بكر، فقال: لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي، ثم دعا عليا فقال: اخرج بصدر "براءة" وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى. الحديث، رواه ابن إسحاق، وقال الكرماني: وجه تعلقه بالترجمة مناسبة الآية التي في "براءة" وهي قوله تعالى إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا لما وقع في حجته، وكل من الوجهين لا يخلو عن تعسف مع أن الأول أقرب.

                                                                                                                                                                                  وعبد الله بن رجاء -ضد الخوف- ابن المثنى الغداني البصري، وربما يروي عنه البخاري بواسطة، وإسرائيل هو ابن يونس يروي عن جده أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي عن البراء بن عازب.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الفرائض عن عبيد [ ص: 18 ] الله بن موسى.

                                                                                                                                                                                  قوله: (كاملة) قال الداودي: لفظ "كاملة" ليس بشيء؛ لأن "براءة" نزلت شيئا بعد شيء.

                                                                                                                                                                                  قلت: ولهذا لم يذكر لفظ "كاملة" في هذا الحديث في التفسير، ولفظه هناك: آخر سورة نزلت "براءة" وآخر آية نزلت يستفتونك وذكر النحاس عن ابن عباس آخر سورة نزلت إذا جاء نصر الله والفتح وسيأتي في التفسير عن ابن عباس أن آخر آية نزلت آية الربا، وآخر سورة نزلت إلخ.

                                                                                                                                                                                  قال الكرماني: يستفتونك ليس آخر سورة نزلت بل آخر آية من السورة كما صرح به في التفسير، ثم قال: المراد من السورة فيه القطعة من القرآن أو الإضافة فيهما بمعنى من البيانية، نحو: "شجر أراك" أي آخر من سورة، أو بمعنى من التبعيضية، أي الآخر بعض السورة.

                                                                                                                                                                                  قلت: لفظ الحديث في الأطراف للحافظ المزي: وآخر آية نزلت، وهو الصواب فلا يحتاج إلى هذه التعسفات.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية