الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            [ انتهاء الرسول إلى الشعب ]

            ( قال ) : فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فم الشعب خرج علي بن أبي طالب ، حتى ملأ درقته ماء من المهراس ، فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشرب منه ، فوجد له ريحا ، فعافه ، فلم يشرب منه ، وغسل عن وجهه الدم ، وصب على رأسه وهو يقول : اشتد غضب الله على من دمى وجه نبيه

            [ حرص ابن أبي وقاص على قتل عتبة ]

            قال ابن إسحاق : فحدثني صالح بن كيسان عمن حدثه عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يقول : والله ما حرصت على قتل رجل قط كحرصي على قتل عتبة بن أبي وقاص ، وإن كان ما علمت لسيئ الخلق مبغضا في قومه ، ولقد كفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشتد غضب الله على من دمى وجه رسوله . وجعل الدم يسيل في وجهه فجعل يمسح الدم ويقول : كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله ؟ فأنزل الله : ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون وروى عبد الرزاق في تفسيره عن مقسم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة بن أبي وقاص حين كسر رباعيته ورمى وجهه ، فقال : اللهم لا يحول عليه الحول حتى يموت - كافرا ، فما حال عليه الحول حتى مات كافرا إلى النار ، ورواه أبو نعيم من وجه آخر عن ابن عباس .

            وروى الحاكم عن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه : أنه لما رأى ما فعل عتبة برسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله من فعل بك ؟ قال : «عتبة بن أبي وقاص » . قلت : أين توجه ؟ فأشار إلى حيث توجه ، فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسه ، فأخذت رأسه وفرسه ، وجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [فسلم ] ذلك إلي ، ودعا لي فقال : «رضي الله عنك » ، مرتين . [ صعود قريش الجبل وقتال عمر لهم ]

            قال ابن إسحاق : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشعب ، معه أولئك النفر من أصحابه ، إذ علت عالية من قريش الجبل .

            قال ابن هشام : كان على تلك الخيل خالد بن الوليد .

            قال ابن إسحاق : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل

            [ ضعف الرسول عن النهوض ومعاونة طلحة له ]

            قال ابن إسحاق : ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة من الجبل ليعلوها ، وقد كان بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وظاهر بين درعين ، فلما ذهب لينهض صلى الله عليه وسلم لم يستطع ، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله ، فنهض به ، حتى استوى عليها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير ، عن الزبير ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يقول : أوجب طلحة حين صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع :

            .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية