الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4133 387 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك، عن عمرو بن حريث، عن عدي بن حاتم قال: أتينا عمر في وفد فجعل يدعو رجلا رجلا ويسميهم، فقلت: أما تعرفني يا مير المؤمنين ؟ قال: بلى، أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا. فقال عدي: فلا أبالي إذا.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 36 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 36 ] مطابقته للترجمة ظاهرة، وأبو عوانة الوضاح اليشكري، وعبد الملك هو ابن عمير، وعمرو بن حريث المخزومي صحابي صغير، قال أبو عمر: عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي رأى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وسمع منه، ومسح برأسه، ودعا له بالبركة، وقيل: قبض النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، نزل الكوفة، وولي إمارة الكوفة، ومات بها سنة خمس وثمانين.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم من وجه آخر قال: أتيت عمر رضي الله تعالى عنه فقال: "إن أول صدقة بيضت وجه النبي صلى الله عليه وسلم، ووجوه أصحابه، صدقة طيئ، جئت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم" وزاد أحمد في أوله: "أتيت عمر في أناس من قومي فجعل يعرض عني، فاستقبلته، فقلت: أتعرفني" فذكر نحو ما رواه البخاري ومسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أتيت عمر) أي في خلافته.

                                                                                                                                                                                  قوله: (في وفد) بفتح الواو، وسكون الفاء، وفي آخره دال مهملة، وهم قوم يجتمعون ويردون البلاد، واحده وافد، وكذلك الذين يقصدون الأمراء لزيادة واسترفاد وانتجاع، وغير ذلك، تقول: وفد يفد فهو وافد، وأوفدته على الشيء فهو موفد إذا أشرف.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ويسميهم) أي قبل أن يدعوه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (يا مير المؤمنين) أصله يا أمير المؤمنين.

                                                                                                                                                                                  قوله: (إذ) بمعنى حين في الأربعة المواضع، وقوله "إذا" في الأخير بالتنوين بمعنى حينئذ. قال الكرماني: أي حين عرفتني بهذه المرتبة يكفيني سعادة، وقيل: معناه إذا كنت تعرف قدري فلا أبالي إذا قدمت علي غيري.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية