الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله ، أبو عبد الله الشاهد


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      خطب في جامع المنصور في سنة ست وثمانين وثلاثمائة ، ولم يكن يخطب إلا بخطبة واحدة في كل جمعة ، فإذا سمعها الناس منه ضجوا بالبكاء ، وخشعوا لصوته .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الحسين بن علي بن الحسين ، أبو القاسم الوزير المغربي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولد بمصر في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة ، وهرب منها حين قتل صاحبها أباه وعمه ، وقصد مكة ثم الشام ووزر في عدة أماكن ، وقد وزر لشرف الدولة بعد الرخجي ، وكان يقول الشعر الحسن ، وقد تذاكر هو وبعض الصالحين ، فأنشده ذلك الرجل الصالح شعرا :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إذا شئت أن تحيا غنيا فلا تكن على حالة إلا رضيت بدونها

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 618 ] فاعتزل المناصب والسلطان ، فقال له بعض أصحابه : تركت المناصب في عنفوان شبابك . فأنشأ يقول :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كنت في سفرة البطالة والجه     ل زمانا فحان مني القدوم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      تبت من كل مأثم فعسى يم     حي بهذا الحديث ذاك القديم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بعد خمس وأربعين لقد ما     طلت إلا أن الغريم كريم

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد كانت وفاته بميافارقين في رمضان من هذه السنة ، عن خمس وأربعين سنة ، ودفن بمشهد علي ، بحيلة احتالها قبل وفاته ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن الحسين بن إبراهيم ، أبو بكر الوراق المعروف بابن الخفاف

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      روى عن القطيعي وغيره ، وقد اتهموه بوضع الأسانيد والأحاديث . قاله الخطيب وغيره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو القاسم اللكائي ، هبة الله بن الحسن بن منصور الرازي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وهو طبري الأصل أحد تلامذة الشيخ أبي حامد الإسفراييني وكان يفهم ويحفظ ، وعني بالحديث ، فصنف فيه أشياء كثيرة ، ولكن عاجلته المنية قبل أن تنتشر أكثر كتبه ، وله كتاب في السنة وشرحها ، وذكر طريقة السلف الصالح في ذلك ، وقع لنا سماعه على الحجار ، عاليا عنه ، وقد كانت وفاته بالدينور في رمضان [ ص: 619 ] من هذه السنة ، ورآه بعضهم في المنام ، فقال له : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي . قال : بماذا ؟ قال : بالسنة . رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو القاسم بن أمير المؤمنين القادر بالله

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      توفي ليلة الأحد الثاني من جمادى الآخرة ، وصلي عليه غير مرة ومشى الناس في جنازته ، وحزن عليه أبوه حزنا شديدا ، وقطع الطبل أياما .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ابن طباطبا الشريف

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان شاعرا مجيدا ، وله شعر حسن .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني ، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ الإمام العلامة ، ركن الدين ، الفقيه الشافعي ، المتكلم الأصولي ، صاحب التصانيف في الأصلين ; منها " جامع الجلى " في خمس مجلدات ، وتعليقة نافعة في أصول الفقه ، وغير ذلك ، وقد سمع الحديث الكثير من أبي بكر الإسماعيلي ودعلج وغيرهما ، وأخذ عنه البيهقي والشيخ أبو الطيب الطبري والحاكم النيسابوري وأثنى عليه ، وكانت وفاته يوم عاشوراء في هذه السنة بنيسابور ، ثم نقل إلى بلده فدفن في مشهده ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان أبو الحسين القدوري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 620 ] الفقيه الحنفي ، صاحب المصنف المختصر الذي يحفظ ، كان إماما بارعا عالما ، دينا مناظرا ، وكان هو الذي تولى مناظرة الشيخ أبي حامد الإسفراييني ، وكان يطريه ، ويقول : هو أعلم وأنظر من الشافعي . وكانت وفاته يوم الأحد الخامس من رجب من هذه السنة عن ست وستين سنة ، ودفن إلى جانب الفقيه أبي بكر الخوارزمي الحنفي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية