الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          964 حدثنا أحمد بن منيع ومحمد بن الوزير الواسطي المعنى واحد قالا حدثنا إسحق بن يوسف الأزرق عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال قلت لأنس بن مالك حدثني بشيء عقلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أين صلى الظهر يوم التروية قال بمنى قال قلت فأين صلى العصر يوم النفر قال بالأبطح ثم قال افعل كما يفعل أمراؤك قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح يستغرب من حديث إسحق بن يوسف الأزرق عن الثوري [ ص: 33 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 33 ] قوله : ( ومحمد بن الوزير الواسطي ) ثقة عابد من العاشرة ( أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ) بتقديم الزاي على الراء ثقة من التاسعة ( عن سفيان ) هو الثوري صرح به الحافظ ( عن عبد العزيز بن رفيع ) بالفاء مصغرا المكي نزيل الكوفة ، ثقة من الرابعة ( أين صلى الظهر يوم التروية ) أي يوم الثامن من ذي الحجة ، وسمى التروية بفتح المثناة ، وسكون الراء ، وكسر الواو ، وتخفيف التحتانية ؛ لأنهم كانوا يروون فيها إبلهم ويتروون من الماء ؛ لأن تلك الأماكن لم تكن إذ ذاك فيها آبار ولا عيون ، وأما الآن فقد كثرت جدا ، واستغنوا عن حمل الماء ، وقيل في تسمية التروية أقوال أخرى ذكرها الحافظ في الفتح لكنها شاذة ( يوم النفر ) بفتح النون ، وسكون الفاء ، هو اليوم الثالث من أيام التشريق ( بالأبطح ) أي البطحاء التي بين مكة ، ومنى ، وهي ما انبطح من الوادي ، واتسع ، وهي التي يقال لها : المحصب والمعرس ، وحدها ما بين الجبلين إلى المقبرة كذا في فتح الباري ( ثم قال ) أي أنس ( افعل كما يفعل أمراؤك ) أي لا تخالفهم فإن نزلوا به فانزل به ، فإن تركوه فاتركه حذرا مما يتولد على المخالفة من المفاسد ، فيفيد أن تركه لعذر لا بأس به .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح يستغرب إلخ ) يعني أن إسحاق تفرد به ، قال الحافظ في الفتح : وأظن أن لهذه النكتة أردفه البخاري بطريق أبي بكر بن عياش عن عبد العزيز ، ورواية أبي بكر وإن كان قصر فيها متابعة قوية بطريق إسحاق ، وقد وجدنا له شواهد ، ثم ذكر الحافظ شواهده ، والحديث أخرجه البخاري ومسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية