الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
18553 8176 - (19032) - (4 \ 345) عن أبي وهب الجشمي، وكانت صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة، وارتبطوا الخيل، وامسحوا بنواصيها وأعجازها، أو قال: وأكفالها، وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار، وعليكم بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل، أو أدهم أغر محجل".

التالي السابق


* قوله: "تسموا": من التسمي؛ أي: رجاء الصلاح بالتسمي بخير العباد.

* "عبد الله وعبد الرحمن": أي: وأمثالهما مما فيه إضافة العبد إلى الله تعالى؛ لما فيه من الاعتراف بالعبودية، وتعظيمه تعالى بالربوبية كلما ذكر [ ص: 302 ] الاسم، مع أن عبد الله اسم له صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن يوافقه، فهو غير مناف للأول.

* "وأصدقها": أي: أطبقها للمسمى؛ لأن الحارث هو الكاسب، والإنسان لا يخلو عن كسب، وأما العبودية، فقد يقصر فيها، فلا يكون عبد الله أطبق للمسمى بالنظر إلى ذلك.

* "وأقبحها": لما في الحرب من المكاره، وفي المرة من المرارة والبشاعة.

* "وارتبطوا الخيل": هو كناية عن تحصيلها أو تسمينها للغزو.

* "وأعجازها": جمع عجز، وهو الكفل، والمقصود من المسح: تنظيفها من الغبار، وتعرف حال سمنها، وقد يحصل به الأنس للفرس بصاحبه.

* "وقلدوها": أي: طلب إعلاء الدين، والدفاع عن المسلمين؛ أي: اجعلوا طلب إعلاء الدين لازما لها؛ كلزوم القلائد للأعناق.

* "ولا تقلدوها الأوتار": جمع وتر - بالكسر - وهو الدم، والمعنى: لا تقلدوها طلب دماء الجاهلية؛ أي: اقصدوا بها الخير، ولا تقصدوا بها الشر، وقيل: جمع وتر - بفتحتين - وهو وتر القوس.

* "بكل كميت": - بضم الكاف، مصغر - : هو الذي لونه بين السواد والحمرة، يستوي فيه المذكر والمؤنث.

* "أغر": الذي في وجهه غرة؛ أي: بياض.

* "محجل": اسم مفعول من التحجيل - بتقديم المهملة على الجيم - وهو الذي في قوائمه بياض.

* "أشقر": الشقرة في الخيل: هي الحمرة الصافية.

* "والأدهم": الأسود.




الخدمات العلمية