الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ولا يستحب لمن كان بعرفة ) هذا المذهب ، وعليه جماهير الأصحاب ، وفطره أفضل ، واختار الآجري : أنه يستحب لمن كان بعرفة إلا لمن يضعفه ، وحكى الخطابي عن أحمد مثله ، وقيل : يكره صيامه ، اختاره جماعة من الأصحاب ، فعلى المذهب : يستثنى من ذلك إذا عدم المتمتع والقارن الهدي ، فإنه يصوم عشرة أيام ، ثلاثة في الحج ، ويستحب أن يكون آخرها يوم عرفة ، عند الأصحاب ، وهو المشهور عن أحمد . على ما يأتي في كلام المصنف في باب الفدية .

تنبيه : عدم استحباب صومه لتقويه على الدعاء . قاله الخرقي ، وغيره ، وعن الشيخ تقي الدين : لأنه يوم عيد . [ ص: 345 ] فائدتان . الأولى : سمي يوم عرفة للوقوف بعرفة فيه ، وقيل : لأن جبريل حج بإبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فلما أتى عرفة ، قال : عرفت ؟ قال : عرفت . وقيل : لتعارف حواء وآدم بها . الثانية : ظاهر كلام المصنف ، وأكثر الأصحاب : أن يوم التروية في حق الحاج ليس كيوم عرفة في عدم الصوم ، وجزم في الرعاية بما ذكره بعضهم : أن الأفضل للحاج الفطر يوم التروية ويوم عرفة بهما . انتهى ، وسمي " يوم التروية " لأن عرفة لم يكن بها ماء ، وكانوا يرتوون من الماء إليها ، وقيل : لأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام رأى ليلة التروية الأمر بذبح ابنه فأصبح يتروى : هل هو من الله ، أو حلم ؟ فلما رآه الليلة الثانية عرف أنه من الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية