nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون [ ص: 197 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل أي ركب على العجلة فخلق عجولا ؛ كما قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54الله الذي خلقكم من ضعف أي خلق الإنسان ضعيفا . ويقال : خلق الإنسان من الشر أي شريرا إذا بالغت في وصفه به . ويقال : إنما أنت ذهاب ومجيء . أي ذاهب جائي . أي طبع الإنسان العجلة ، فيستعجل كثيرا من الأشياء وإن كانت مضرة . ثم قيل : المراد بالإنسان
آدم - عليه السلام - . قال
سعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : لما دخل الروح في عيني
آدم - عليه السلام - نظر في ثمار الجنة ، فلما دخل جوفه اشتهى الطعام ، فوثب من قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة . فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل . وقيل خلق
آدم يوم الجمعة . في آخر النهار ، فلما أحيا الله رأسه استعجل ، وطلب تتميم نفخ الروح فيه قبل غروب الشمس ؛ قاله
الكلبي ومجاهد وغيرهما . وقال
أبو عبيدة وكثير من أهل المعاني : العجل الطين بلغة حمير . وأنشدوا :
[ والنبع في الصخرة الصماء منبته ] والنخل ينبت بين الماء والعجل
وقيل : المراد بالإنسان الناس كلهم . وقيل المراد :
النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد الدار في تفسير
ابن عباس ؛ أي لا ينبغي لمن خلق من الطين الحقير أن يستهزئ بآيات الله ورسله . وقيل : إنه من المقلوب ؛ أي خلق العجل من الإنسان . وهو مذهب
أبي عبيدة . النحاس : وهذا القول لا ينبغي أن يجاب به في كتاب الله ؛ لأن القلب إنما يقع في الشعر اضطرارا كما قال : [
الجعدي ] :
[ كانت فريضة ما تقول كما ] كان الزناء فريضة الرجم
ونظيره هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11وكان الإنسان عجولا وقد مضى في ( سبحان ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37سأريكم آياتي فلا تستعجلون هذا يقوي القول الأول ، وأن طبع الإنسان العجلة ، وأنه خلق خلقا لا يتمالك ، كما قال - عليه السلام - حسب ما تقدم في ( سبحان ) . والمراد بالآيات ما دل على صدق
محمد - عليه السلام - من المعجزات ، وما جعله له من العاقبة المحمودة . وقيل : ما طلبوه من العذاب ، فأرادوا الاستعجال وقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38متى هذا الوعد ؟ وما علموا أن لكل شيء
[ ص: 198 ] أجلا مضروبا . نزلت في
النضر بن الحارث . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32إن كان هذا هو الحق . وقال
الأخفش سعيد : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل أي قيل له كن فكان ، فمعنى فلا تستعجلون على هذا القول أنه من يقول للشيء كن فيكون ، لا يعجزه إظهار ما استعجلوه من الآيات .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38ويقولون متى هذا الوعد أي الموعود ، كما يقال : الله رجاؤنا أي مرجونا . وقيل : معنى الوعد هنا الوعيد ، أي الذي يعدنا من العذاب . وقيل : القيامة .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38إن كنتم صادقين يا معشر المؤمنين .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لو يعلم الذين كفروا العلم هنا بمعنى المعرفة فلا يقتضي مفعولا ثانيا مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60لا تعلمونهم الله يعلمهم . وجواب لو محذوف ، أي لو علموا الوقت الذي
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون وعرفوه لما استعجلوا الوعيد . وقال
الزجاج : أي لعلموا صدق الوعد . وقيل : المعنى لو علموه لما أقاموا على الكفر ولآمنوا . وقال
الكسائي : هو تنبيه على تحقيق وقوع الساعة ، أي لو علموه علم يقين لعلموا أن الساعة آتية . ودل عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بل تأتيهم بغتة أي فجأة يعني القيامة . وقيل : العقوبة . وقيل : النار فلا يتمكنون من حيلة فتبهتهم قال
الجوهري : بهته بهتا أخذه بغتة ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بل تأتيهم بغتة فتبهتهم وقال
الفراء :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40فتبهتهم أي تحيرهم ، يقال : بهته يبهته إذا واجهه بشيء يحيره . وقيل : فتفجأهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40فلا يستطيعون ردها أي صرفها عن ظهورهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40ولا هم ينظرون أي لا يمهلون ويؤخرون لتوبة واعتذار .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ [ ص: 197 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ أَيْ رُكِّبَ عَلَى الْعَجَلَةِ فَخُلِقَ عَجُولًا ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ أَيْ خُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا . وَيُقَالُ : خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنَ الشَّرِّ أَيْ شِرِّيرًا إِذَا بَالَغْتَ فِي وَصْفِهِ بِهِ . وَيُقَالُ : إِنَّمَا أَنْتَ ذَهَابٌ وَمَجِيءٌ . أَيْ ذَاهِبٌ جَائِي . أَيْ طَبْعُ الْإِنْسَانِ الْعَجَلَةُ ، فَيَسْتَعْجِلُ كَثِيرًا مِنَ الْأَشْيَاءِ وَإِنْ كَانَتْ مُضِرَّةً . ثُمَّ قِيلَ : الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ
آدَمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - . قَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : لَمَّا دَخَلَ الرُّوحُ فِي عَيْنَيْ
آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - نَظَرَ فِي ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا دَخَلَ جَوْفَهُ اشْتَهَى الطَّعَامَ ، فَوَثَبَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَبْلُغَ الرُّوحُ رِجْلَيْهِ عَجْلَانَ إِلَى ثِمَارِ الْجَنَّةِ . فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ . وَقِيلَ خُلِقَ
آدَمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ . فِي آخِرِ النَّهَارِ ، فَلَمَّا أَحْيَا اللَّهُ رَأْسَهُ اسْتَعْجَلَ ، وَطَلَبَ تَتْمِيمَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ؛ قَالَهُ
الْكَلْبِيُّ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُمَا . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعَانِي : الْعَجَلُ الطِّينُ بِلُغَةِ حِمْيَرٍ . وَأَنْشَدُوا :
[ وَالنَّبْعُ فِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ مَنْبَتُهُ ] وَالنَّخْلُ يَنْبُتُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالْعَجَلِ
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ النَّاسُ كُلُّهُمْ . وَقِيلَ الْمُرَادُ :
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ فِي تَفْسِيرِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ أَيْ لَا يَنْبَغِي لِمَنْ خُلِقَ مِنَ الطِّينِ الْحَقِيرِ أَنْ يَسْتَهْزِئَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ . وَقِيلَ : إِنَّهُ مِنَ الْمَقْلُوبِ ؛ أَيْ خُلِقَ الْعَجَلُ مِنَ الْإِنْسَانِ . وَهُوَ مَذْهَبُ
أَبِي عُبَيْدَةَ . النَّحَّاسُ : وَهَذَا الْقَوْلُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُجَابَ بِهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ؛ لِأَنَّ الْقَلْبَ إِنَّمَا يَقَعُ فِي الشِّعْرِ اضْطِرَارًا كَمَا قَالَ : [
الْجَعْدِيُّ ] :
[ كَانَتْ فَرِيضَةً مَا تَقُولُ كَمَا ] كَانَ الزِّنَاءُ فَرِيضَةَ الرَّجْمِ
وَنَظِيرُهُ هَذِهِ الْآيَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا وَقَدْ مَضَى فِي ( سُبْحَانَ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ هَذَا يُقَوِّي الْقَوْلَ الْأَوَّلَ ، وَأَنَّ طَبْعَ الْإِنْسَانِ الْعَجَلَةُ ، وَأَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لَا يَتَمَالَكُ ، كَمَا قَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - حَسْبَ مَا تَقَدَّمَ فِي ( سُبْحَانَ ) . وَالْمُرَادُ بِالْآيَاتِ مَا دَلَّ عَلَى صِدْقِ
مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنَ الْمُعْجِزَاتِ ، وَمَا جَعَلَهُ لَهُ مِنَ الْعَاقِبَةِ الْمَحْمُودَةِ . وَقِيلَ : مَا طَلَبُوهُ مِنَ الْعَذَابِ ، فَأَرَادُوا الِاسْتِعْجَالَ وَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38مَتَى هَذَا الْوَعْدُ ؟ وَمَا عَلِمُوا أَنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ
[ ص: 198 ] أَجَلًا مَضْرُوبًا . نَزَلَتْ فِي
النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ سَعِيدٌ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ أَيْ قِيلَ لَهُ كُنْ فَكَانَ ، فَمَعْنَى فَلَا تَسْتَعْجِلُونَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ أَنَّهُ مَنْ يَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ ، لَا يُعْجِزُهُ إِظْهَارُ مَا اسْتَعْجَلُوهُ مِنَ الْآيَاتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ أَيِ الْمَوْعُودُ ، كَمَا يُقَالُ : اللَّهُ رَجَاؤُنَا أَيْ مَرْجُوُّنَا . وَقِيلَ : مَعْنَى الْوَعْدِ هُنَا الْوَعِيدُ ، أَيِ الَّذِي يَعِدُنَا مِنَ الْعَذَابِ . وَقِيلَ : الْقِيَامَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=38إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا الْعِلْمُ هُنَا بِمَعْنَى الْمَعْرِفَةِ فَلَا يَقْتَضِي مَفْعُولًا ثَانِيًا مِثْلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ . وَجَوَابُ لَوْ مَحْذُوفٌ ، أَيْ لَوْ عَلِمُوا الْوَقْتَ الَّذِي
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=39حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ وَعَرَفُوهُ لَمَّا اسْتَعْجَلُوا الْوَعِيدَ . وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : أَيْ لَعَلِمُوا صِدْقَ الْوَعْدِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَوْ عَلِمُوهُ لَمَا أَقَامُوا عَلَى الْكُفْرِ وَلَآمَنُوا . وَقَالَ
الْكِسَائِيُّ : هُوَ تَنْبِيهٌ عَلَى تَحْقِيقِ وُقُوعِ السَّاعَةِ ، أَيْ لَوْ عَلِمُوهُ عِلْمَ يَقِينٍ لَعَلِمُوا أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ . وَدَلَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً أَيْ فَجْأَةً يَعْنِي الْقِيَامَةَ . وَقِيلَ : الْعُقُوبَةُ . وَقِيلَ : النَّارُ فَلَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ حِيلَةٍ فَتَبْهَتُهُمْ قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : بَهَتَهُ بَهْتًا أَخَذَهُ بَغْتَةً ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ وَقَالَ
الْفَرَّاءُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40فَتَبْهَتُهُمْ أَيْ تُحَيِّرُهُمْ ، يُقَالُ : بَهَتَهُ يَبْهَتُهُ إِذَا وَاجَهَهُ بِشَيْءٍ يُحَيِّرُهُ . وَقِيلَ : فَتَفْجَأَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا أَيْ صَرْفَهَا عَنْ ظُهُورِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ أَيْ لَا يُمْهَلُونَ وَيُؤَخَّرُونَ لِتَوْبَةٍ وَاعْتِذَارٍ .