الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 366 ] معلى بن منصور ( ع )

                                                                                      الرازي العلامة الحافظ الفقيه أبو يعلى الحنفي ، نزيل بغداد ومفتيها .

                                                                                      ولد في حدود الخمسين ومائة .

                                                                                      وحدث عن : عكرمة بن إبراهيم الأزدي ، وسليمان بن بلال ، وشريك القاضي ، وعبد الله بن جعفر المخرمي ، ومالك بن أنس ، وحماد بن زيد ، وأبي عوانة ، وخالد بن عبد الله ، وهشيم ، ويحيى بن حمزة القاضي ، وصدقة بن خالد ، والليث بن سعد ، وعمرو بن أبي المقدام ، وعبد الرحمن بن أبي الموال ، وعبد الوارث ، وأبي أويس عبد الله بن عبد الله ، وابن المبارك ، والقاضي أبي يوسف ، وتفقه به مدة ، وكتب عن خلق كثير ، وأحكم الفقه والحديث .

                                                                                      حدث عنه : أبو ثور الفقيه ، ومحمد بن عبد الله المخرمي ، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ، وحجاج بن الشاعر ، وأحمد بن الأزهر ، والفضل بن سهل الأعرج ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن إسماعيل البخاري في غير " الصحيح " ، ويعقوب بن شيبة ، وأبو قدامة السرخسي ، وعباس الدوري ، وابن منصور الرمادي ، والحسن بن مكرم ، وخلق كثير .

                                                                                      قال أحمد : ما كتبت عنه شيئا .

                                                                                      وقال أيضا : كان يحدث بما وافق الرأي ، وكان كل يوم يخطئ في حديثين وثلاثة ، فكنت أجوزه إلى عبيد بن أبي قرة في قطيعة الربيع .

                                                                                      وقال محمد بن يوسف بن الطباع : سألت أحمد بن حنبل عن معلى [ ص: 367 ] الرازي ، فسكت .

                                                                                      وقال أبو حاتم : قيل لأحمد بن حنبل : كيف لم تكتب عن المعلى بن منصور ؟ قال : كان يكتب الشروط ، ومن كتبها لم يخل من أن يكذب .

                                                                                      قال أبو زرعة : رحم الله أحمد بن حنبل ، بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلى بن منصور كان يحتاج إليها ، وكان المعلى أشبه القوم - يعني أصحاب الرأي - بأهل العلم ، وذلك أنه كان طلابة للعلم ، رحل وعني ، فتصبر أحمد عن تلك الأحاديث ، ولم يسمع منها حرفا ، وأما علي بن المديني ، وأبو خيثمة ، وعامة أصحابنا ، فسمعوا منه ، المعلى صدوق .

                                                                                      وروى عثمان بن سعيد ، عن ابن معين : ثقة .

                                                                                      وقال يحيى أيضا : إذا اختلف معلى وإسحاق بن الطباع في حديث عن مالك ، فالقول قول معلى . معلى أثبت منه وخير منه .

                                                                                      [ ص: 368 ] قال عمران بن بكار القافلاني : حدثنا محمد بن إسحاق ، وعباس بن محمد ، قالا : سمعنا يحيى بن معين يقول : كان المعلى بن منصور يوما يصلي ، فوقع على رأسه كور الزنابير ، فما التفت ولا انفتل حتى أتم صلاته ، فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدة الانتفاخ .

                                                                                      وقال العجلي : ثقة صاحب سنة ، وكان نبيلا ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .

                                                                                      وقال يعقوب بن شيبة : ثقة فيما تفرد به وشورك فيه ، متقن صدوق فقيه مأمون .

                                                                                      وقال ابن سعد : نزل بغداد ، وطلب الحديث ، وكان صدوقا ، صاحب حديث ورأي وفقه ، فمن أصحاب الحديث من روى عنه ، ومنهم من لا يروي عنه ، وكان ينزل الكرخ .

                                                                                      وقال أبو حاتم : كان صدوقا في الحديث ، وكان صاحب رأي .

                                                                                      وقال أحمد بن كامل القاضي : كان معلى من كبار أصحاب أبي يوسف ، ومحمد ، ومن ثقاتهم في النقل والرواية .

                                                                                      وقال أبو أحمد بن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، لأني لم أجد له حديثا منكرا .

                                                                                      [ ص: 369 ] وقال سهل بن عمار : كنت عند المعلى بن منصور ، وإبراهيم بن حرب النيسابوري في أيام خاض الناس في القرآن ، فدخل علينا إبراهيم بن مقاتل المروزي ، فذكر للمعلى أن الناس قد خاضوا في أمره ، فقال : ماذا يقولون ؟ قال : يقولون : إنك تقول : القرآن مخلوق . فقال : ما قلت ، ومن قال : القرآن مخلوق ، فهو عندي كافر .

                                                                                      قلت : كان معلى صاحب سنة واتباع ، وكان بريئا من التجهم .

                                                                                      قال ابن سعد وأحمد بن زهير : مات سنة إحدى عشرة ومائتين .

                                                                                      قلت : روى له الجماعة .

                                                                                      قال أبو داود في " سننه " : كان أحمد بن حنبل لا يروي عن معلى ; لأنه كان ينظر في الرأي ، ويحيى بن معين وغيره يوثقه .

                                                                                      وأما عبد الرحمن بن أبي حاتم ، فغلط بلا ريب ، فنقل عن أبيه أنه قال : قيل لأحمد : كيف لم تكتب عن معلى ؟ فقال : كان يكذب ، وإنما الصواب ما قدمناه .

                                                                                      ومن مفردات معلى بن منصور في إسناد لا في متن ما رواه أبو داود له [ ص: 370 ] عن ابن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أم حبيبة ، أن النجاشي زوجها برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخالفه علي بن الحسن بن شقيق ، فرواه عن ابن المبارك ، فقال : عن يونس ، عن الزهري ، عن عروة مرسلا .

                                                                                      أخبرنا سنقر بن عبد الله ، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ، أخبرنا عبد الحق اليوسفي ، أخبرنا علي بن محمد ، أخبرنا أبو الحسن الحمامي ، حدثنا ابن قانع ، حدثنا محمد بن شاذان ، حدثنا معلى بن منصور ، حدثنا حاتم وأبو معاوية واللفظ له ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن المسور ، قال : وضعت سبيعة بعد وفاة زوجها بأيام قلائل ، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تستأذنه في النكاح ، فأذن لها .

                                                                                      وأخبرنا يوسف بن أحمد وعبد الحافظ بن بدران قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر ، أخبرنا سعيد بن أحمد ، وقرأت على أحمد بن إسحاق ، أخبرنا الحسن بن إسحاق ببغداد ، أخبرنا محمد بن عبيد الله ، وقرأت على عمر بن عبد المنعم ، عن أبي اليمن الكندي ، أخبرنا محمد بن عبد الله الخطيب

                                                                                      قالوا : أخبرنا محمد بن محمد الزينبي ، أخبرنا محمد بن عمر الوراق حدثنا عبد الله بن أبي داود ، حدثنا عيسى بن حماد ، أخبرنا الليث ، عن هشام بن عروة ، عن المسور بن مخرمة : أن سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حبلى ، فلم تمكث إلا ليالي حتى وضعت ، فلما فصلت خطبت ، فاستأذنت رسول الله في النكاح حين وضعت ، فأذن لها ، فنكحت .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية