الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17717 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الفضل : محمد بن إبراهيم المزكي ، ثنا الحسين بن محمد بن زياد ، ثنا محمد بن العلاء ، ثنا أبو أسامة ، ( ح قال وأخبرني ) أحمد بن محمد النسوي واللفظ له ، ثنا حماد بن شاكر ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا عبيد بن إسماعيل ، ثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : لما سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب ، وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء ، يلتمسون الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران ، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة ، فقال أبو سفيان : ما هذه ؟ لكأنها نيران عرفة . فقال بديل بن ورقاء : نيران بني عمرو . قال أبو سفيان : عمرو أقل من ذلك ، فرآهم ناس من حرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأدركوهم ، فأخذوهم فأتوا بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس : " احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين " . فحبسه العباس ، فجعلت القبائل تمر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان ، فمرت كتيبة ، قال : يا عباس من هذه ؟ قال : هذه غفار . قال : ما لي ولغفار . ثم مرت جهينة ، فقال مثل ذلك ، ثم مرت سعد بن هذيم ، فقال مثل ذلك ، ومرت سليم ، فقال مثل ذلك ، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها ، قال : من هذه ؟ قال : هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية ، فقال سعد بن عبادة : يا أبا سفيان ، اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الكعبة . فقال أبو سفيان : يا عباس ، حبذا يوم الذمار ، ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، وراية النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الزبير بن العوام ، فلما مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي سفيان ، قال : ألم تعلم ما قال : سعد بن عبادة ؟ قال : " ما قال ؟ " قال : كذا وكذا . قال : " كذب سعد ، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ، ويوم تكسى فيه الكعبة " . قال : وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تركز رايته بالحجون ، قال عروة : فأخبرني نافع بن جبير بن مطعم ، قال : يقول : سمعت العباس يقول للزبير بن العوام : يا أبا عبد الله ، ها هنا أمرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تركز الراية . قال : فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل مكة من كدى ، ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - من كداء ، فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان : حبيش بن الأشعر ، وكرز بن جابر الفهري . أخرجه البخاري في الصحيح هكذا .

                                                                                                                                                [ ص: 120 ]

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية