الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة كان بالعراق غلاء شديد ، فاستسقى الناس في ربيع الأول ، فسقوا مطرا قليلا لم يجر منه ميزاب ، ثم اشتد الغلاء والوباء ، وكثر الموت حتى كان يدفن الجماعة في القبر الواحد ولا يغسلون ، ولا يصلى عليهم ، ورخص العقار ببغداذ الأثاث حتى بيع ما ثمنه دينار بدرهم ، وانقضى تشرين الأول وتشرين الثاني ، والكانونان ، وشباط ، ولم يجئ مطر غير المطرة التي عند الاستسقاء ، ثم جاء المطر في آذار ونيسان .

وفيها في شوال ، استوزر المتقي لله أبا إسحاق محمد بن أحمد الإسكافي المعروف بالقراريطي ، بعد عود بني البريدي من بغداذ ، وجعل بدرا الخرشي حاجبه ، فبقي وزيرا إلى الخامس والعشرين من ذي القعدة ، فقبض عليه كورتكين ، وكانت وزارته ثلاثة وأربعين يوما ، واستوزر بعده أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخي ، فبقي وزيرا إلى الثامن [ ص: 99 ] والعشرين من ذي الحجة من هذه السنة ، فعزله ابن رائق لما استولى على الأمور ببغداذ ، فكانت وزارته اثنين وثلاثين يوما ، ودبر الأمور أبو عبد الله الكوفي كاتب ابن رائق من غير تسمية بوزارة .

وفيها عاد الحجاج إلى العراق ، ولم يصلوا إلى المدينة ، بل سلكوا الجادة بسبب طالبي ظهر بتلك الناحية وقوي أمره .

وفيها كثرت الحميات ووجع المفاصل في الناس ، ومن عجل الفصاد برئ وإلا طال مرضه .

التالي السابق


الخدمات العلمية