الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

1895 - أخبرنا عبد الله بن أحمد الحربي - بها - أن هبة الله بن محمد بن الحصين أخبرهم ، أبنا الحسن بن علي بن المذهب ، أبنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا أبي ، ثنا حسين ، ثنا خلف بن خليفة ، عن حفص ، عن عمه أنس بن مالك ، قال : كان [ ص: 266 ] أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه ، وإن الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره ، وإن الأنصار جاءوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : إنه كان لنا جمل نسني عليه ، وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره ، وقد عطش الزرع والنخل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : " قوموا " فقاموا فدخل الحائط ، والجمل في ناحية ، فمشى النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه ، فقالت الأنصار : يا نبي الله ، إنه قد صار مثل الكلب الكلب ، وإنا نخاف عليك صولته ، فقال : ليس علي منه بأس ، فلما نظر الجمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه ، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بناصيته أذل ما كانت قط ، حتى أدخله في العمل ، فقال له أصحابه : يا نبي الله ، هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل ، فنحن أحق أن نسجد لك ؟ قال : لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتبجس بالقيح والصديد ، ثم استقبلته تلحسه ما أدت حقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية