الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8849 - من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الريح (م د) عن أبي هريرة .

التالي السابق


(من عرض عليه) طيب وفي رواية (ريحان) أي نبت طيب الريح من أنواع المشموم، وليس المراد قصره على ما هو المتعارف عند الفقهاء من اختصاصه بما لا ساق له منها (فلا يرده) برفع الدال على الفصيح المشهور (فإنه خفيف المحمل) بفتح الميم الأولى وكسر الثانية: مصدر ميمي، أي قليل المنة (طيب الريح) تعليل ببعض العلة لا بتمامها، والمراد لا يرده لأنه هدية قليلة نافعة ولا مؤونة فيها ولا منة ولا يتأذى المهدى بها فردها لا وجه له، قال ابن القيم: هذا لفظ الحديث، وبعضهم يرويه: من عرض عليه طيب فلا يرده، وليس بمعناه؛ فإن الريحان تخف مؤونته ويتسامح به بخلاف نحو مسك وعنبر، وظاهره أن رواية الطيب منكرة أو نادرة، والأشهر أكثر ريحان وليس كذلك؛ فقد قال ابن حجر: رواه أحمد وسبعة أنفس معه بلفظ الطيب، ورواه مسلم بلفظ الريحان، قال: والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد، وفيه الترغيب في استعمال الطيب وعرضه من يستعمله

(م) في الطب (د) في الترجل، وكذا النسائي في الزينة، وابن حبان في صحيحه كلهم (عن أبي هريرة ) ولم يخرجه البخاري .



الخدمات العلمية