الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2223 ) فصل : وإذا سلك النائب طريقا يمكنه سلوك أقرب منه ، ففاضل النفقة في ماله . وإن تعجل عجلة يمكنه تركها ، فكذلك . وإن . أقام بمكة أكثر من مدة القصر ، بعد إمكان السفر للرجوع ، أنفق من مال نفسه ; لأنه غير مأذون له فيه . فأما من لا يمكنه الخروج قبل ذلك ، فله النفقة ; لأنه مأذون له فيه ، وله نفقة الرجوع ، وإن أقام بمكة سنين ما لم يتخذها دارا ، فإن اتخذها دارا ، ولو ساعة ، لم يكن له نفقة رجوعه ; لأنه صار بنية الإقامة مكيا ، فسقطت نفقته ، فلم تعد .

                                                                                                                                            وإن مرض في الطريق ، فعاد ، فله نفقة رجوعه ; لأنه لا بد له منه ، حصل بغير تفريطه ، فأشبه ما لو قطع عليه الطريق أو أحصر . وإنقال : خفت أن أمرض فرجعت . فعليه الضمان ; لأنه متوهم . وعن أحمد ، في من مرض في الكوفة ، فرجع ، يرد ما أخذ . وفي جميع ذلك إذا أذن له في النفقة ، فله ذلك ; لأن المال للمستنيب ، فجاز ما أذن فيه .

                                                                                                                                            وإن شرط أحدهما أن الدماء الواجبة عليه على غيره ، لم يصح الشرط ; لأن ذلك من موجبات فعله ، أو الحج الواجب عليه ، فلم يجز شرطه على غيره ، كما لو شرطه على أجنبي .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية