الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وإن أدري الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي خيثمة ، وابن عساكر عن الربيع بن أنس قال : لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم رأى فلانا ، وهو بعض بني أمية، على المنبر يخطب الناس ، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين يقول : هذا الملك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 407 ] وأخرج ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، والطبراني ، والبيهقي في " الدلائل " عن الشعبي قال : لما سلم الحسن بن علي الأمر إلى معاوية قال له معاوية : قم فتكلم . فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : إن هذا الأمر تركته لمعاوية ، إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم : وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ثم استغفر ونزل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن الزهري قال : قام الحسن فقال : أما بعد : أيها الناس، إن الله هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، وإن لهذا الأمر مدة، والدنيا دول وإن الله قال لنبيه : قل وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون إلى قوله : ومتاع إلى حين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : إن من الحين في القرآن ما لا يدرى ما هو ؛ قوله : ( ومتاع إلى حين ) الدهر كله ، وقوله : هل أتى على الإنسان حين من الدهر [ الدهر : 1 ] ، وقوله : تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها [ إبراهيم : 25 ] قال : هي النخلة من حين تثمر إلى حين تصرم ، وقوله : ليسجننه حتى حين [ يوسف : 35 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 408 ] وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : وإن أدري لعله فتنة لكم يقول : ما أخبركم به من العذاب والساعة أن يؤخر عنكم لمدتكم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية