الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال ( ومهر مثلها يعتبر بأخواتها وعماتها وبنات أعمامها ) " لقول ابن مسعود : لها مهر مثل نسائها لا وكس فيه ولا شطط " وهن أقارب الأب ، ولأن الإنسان من جنس قوم أبيه ، وقيمة الشيء إنما تعرف بالنظر في قيمة جنسه [ ص: 368 ] ( ولا يعتبر بأمها وخالتها إذا لم تكونا من قبيلتها ) لما بينا ، فإن كانت الأم من قوم أبيها بأن كانت بنت عمه فحينئذ يعتبر بمهرها لما أنها من قوم أبيها .

التالي السابق


( قوله لقول ابن مسعود : لها مهر مثل نسائها ) قاله في المفوضة ، وقدمنا تخريجه ، وقوله ( وهن أقارب الأب ) ليس من كلامه بل تفسير نسائها من المصنف بناء [ ص: 368 ] على أن الظاهر من إضافة النساء إليها باعتبار قرابة الأب ; لأن الإنسان من جنس أبيه ولذا صحت خلافة ابن الأمة إذا كان أبوه قرشيا ، وعلى هذا كان الأولى إسقاط الواو في قوله ولأن الإنسان من جنس قوم أبيه ليكون وجه كون الإضافة المذكورة تعين كونهن أقارب الأب ظاهرا ، وهذا لأن جعله وجها مستقلا يصح إلا أنه حينئذ لا يكون الدليل الأول مستلزما للمطلوب ; لأن مجرد إضافة النساء إليها لا يستلزم كون النساء المضافة أقارب الأب ، بل كما يصح أن يقال لعماتها وأخواتها نساؤها يصح أن يقال لخالاتها أيضا وأخواتها لأمها فإنما يرجح جهة إرادة الأب المقدمة المذكورة




الخدمات العلمية