الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 194 ] ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون . حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون . ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ويوم نحشر من كل أمة فوجا الفوج : الجماعة من الناس كالزمرة ، والمراد به : الرؤساء والمتبوعون في الكفر ، حشروا وأقيمت الحجة عليهم . وقد سبق معنى يوزعون [النمل : 17] . حتى إذا جاءوا إلى موقف الحساب ، قال الله تعالى لهم : أكذبتم بآياتي؟! هذا استفهام إنكار عليهم ووعيد لهم ، ولم تحيطوا بها علما فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : لم تعرفوها حق معرفتها .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : لم تحيطوا علما ببطلانها . والمعنى : إنكم لم تتفكروا في صحتها ، أماذا كنتم تعملون في الدنيا فيما أمرتكم به ونهيتكم عنه؟! .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ووقع القول عليهم قد شرحناه آنفا [النمل : 82] بما ظلموا أي : بما أشركوا فهم لا ينطقون بحجة عن أنفسهم . ثم احتج عليهم بالآية التي تلي هذه . ومعنى قوله : والنهار مبصرا أي : يبصر فيه لابتغاء الرزق .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية