الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين

                                                                                                                                                                                                                                      2 - ربما بالتخفيف :مدني وعاصم ، وبالتشديد غيرهما و"ما" هي الكافة ؛ لأنها حرف يجر ما بعده ويختص بالاسم النكرة فإذا كفت وقع بعدها الفعل الماضي والاسم وإنما جاز يود الذين كفروا ؛ لأن المترقب في أخبار الله تعالى بمنزلة الماضي المقطوع به في تحقيقه فكأنه قيل : ربما ود . وودادتهم تكون عند النزاع أو يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين أو إذا رأوا المسلمين يخرجون من النار فيتمنى الكافر لو كان مسلما كذا روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - لو كانوا مسلمين حكاية ودادتهم وإنما جيء بها على لفظ الغيبة ؛ لأنهم مخبر عنهم كقولك : حلف بالله ليفعلن ولو قيل حلف لأفعلن ، ولو كنا مسلمين لكان حسنا وإنما قلل ب"رب" ؛ لأن أهوال القيامة تشغلهم عن التمني فإذا أفاقوا من سكرات العذاب ودوا لو [ ص: 183 ] كانوا مسلمين. وقول من قال إن "رب" يعني بها الكثرة سهو ؛ لأنه ضد ما يعرفه أهل اللغة ؛ لأنها وضعت للتقليل

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية