الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين ( 71 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان ، القائلين لأصحابك : " اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم فإنا على هدى " : ليس الأمر كما زعمتم " إن هدى الله هو الهدى " يقول : إن طريق الله الذي بينه لنا وأوضحه ، وسبيلنا الذي أمرنا بلزومه ، ودينه الذي شرعه لنا فبينه ، هو الهدى والاستقامة التي لا شك فيها ، لا عبادة الأوثان والأصنام [ ص: 456 ] التي لا تضر ولا تنفع ، فلا نترك الحق ونتبع الباطل " وأمرنا لنسلم لرب العالمين " يقول : وأمرنا ربنا ورب كل شيء تعالى وجهه ، لنسلم له ، لنخضع له بالذلة والطاعة والعبودية ، فنخلص ذلك له دون ما سواه من الأنداد والآلهة .

وقد بينا معنى " الإسلام " بشواهده فيما مضى من كتابنا ، بما أغنى عن إعادته .

وقيل : " وأمرنا لنسلم " بمعنى : وأمرنا كي نسلم ، وأن نسلم لرب العالمين لأن العرب تضع " كي " و " اللام " التي بمعنى " كي " مكان " أن " و " أن " مكانها .

التالي السابق


الخدمات العلمية