الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1794 - وعن ذي مخبر - وكان رجلا من الحبشة يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كنا معه في سفر ، فأسرع - صلى الله عليه وسلم - السير حين انصرف ، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد ، فقال له قائل : يا نبي الله ، انقطع الناس وراءك ، فحبس وحبس الناس معه حتى تكاملوا إليه ، فقال لهم : " هل لكم أن نهجع هجعة - أو قال قائل : فنزل ونزلوا - فقال : " من يكلأنا الليلة ؟ " فقلت : أنا جعلني الله فداك ، فأعطاني خطام ناقته فقال : " هاك ، لا تكونن لكع " . قال : فأخذت بخطام ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وخطام ناقتي ، فتنحيت غير بعيد فخليت سبيلهما ترعيان ، فإني كذلك أنظر إليهما أخذني النوم ، فلم أشعر بشيء حتى وجدت حر الشمس على وجهي ، فاستيقظت فنظرت يمينا وشمالا ، فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد ، فأخذت بخطام ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبخطام ناقتي ، فأتيت أدنى القوم [ ص: 320 ] فأيقظته ، فقلت : أصليتم ؟ قال : لا . فأيقظ الناس بعضهم بعضا حتى استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا بلال ، هل في الميضأة ماء ؟ " - يعني الإداوة - قال : نعم جعلني الله فداك ، فأتاه بوضوء فتوضأ وضوءا لم يلت منه التراب ، فأمر بلالا فأذن ، ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل ، ثم أمره فأقام الصلاة فصلى وهو غير عجل ، فقال له قائل : يا نبي الله ، أفرطنا ؟ قال : " لا ، قبض الله - عز وجل - أرواحنا وقد ردها إلينا ، وقد صلينا " .

                                                                                            قلت : روى أبو داود طرفا منه .

                                                                                            رواه أحمد والطبراني في الأوسط ، ورجال أحمد ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية