الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1796 - وعن أبي قتادة الأنصاري قال : بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره إذ مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قال : ماد - عن راحلته ، فدعمته بيدي فاستيقظ . قال : ثم سرنا فمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن راحلته ، فدعمته فاستيقظ ، فقال : أبو قتادة ؟ فقلت : نعم يا رسول الله ، فقال : حفظك الله كما حفظتنا منذ الليلة " ثم قال : " لا أرانا إلا قد شققنا عليك ، نح بنا عن الطريق " . فأناخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راحلته ، فتوسد كل رجل منا ذراع راحلته ، فما استيقظنا حتى أشرقت الشمس . قال : وذكر صوت الصرد . قال : فقلت : يا رسول الله ، هلكنا ; فاتتنا الصلاة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لم تهلكوا ، ولم تفتكم الصلاة ، وإنما تفوت اليقظان ولا تفوت النائم ، هل من ماء ؟ " قال : فأتيته بسطيحة [ ص: 321 ] - أو قال : ميضأة - فيها ماء ، فتوضأ - صلى الله عليه وسلم - ثم دفعها إلي وفيها بقية من ماء ، قال : " احتفظ بها ; فإنه كائن لها نبأ " وأمر بلالا فأذن ، فتوضأ فصلى ركعتين ، ثم تحول من مكانه فأمره فأقام الصلاة فصلى صلاة الصبح ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن كان الناس أطاعوا أبا بكر وعمر فقد رفقوا بأنفسهم وأصابوا ، وإن كانوا خالفوهما فقد خرقوا بأنفسهم " وكان أبو بكر وعمر حين فقدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قالا للناس : أقيموا بالماء حتى تصبحوا ، فأبوا عليهما ، وانتهى إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من آخر النهار وقد كادوا أن يهلكوا عطشا ، فقالوا : يا رسول الله ، هلكنا ، فدعا بالميضأة ثم دعا بإناء فوق القدح ودون القعب فتأبطها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جعل يصب في الإناء ويشرب القوم حتى شربوا كلهم ، ثم نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هل من غال ؟ " ثم رد الميضأة وفيها نحو ما كان فيها ، فسألناه : كم كنتم ، قال : كنا مع أبي بكر وعمر ثمانين رجلا ، وكان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنا عشر رجلا .

                                                                                            قلت : هو في الصحيح باختصار عن هذا
                                                                                            .

                                                                                            رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية