الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( بطلان تأويل النصوص للنظريات العقلية والعلمية ، بله الباطنية )

                          أما النظريات العقلية التي يتأول النصوص لأجلها علماء الكلام ، فقد ظهر بطلانها وبطلان الفلسفة التي بنيت عليها لعلماء هذا العصر وفلاسفته ، وقد أجمع هؤلاء على أن جميع النظريات العقلية الفلسفية والعلمية المسلمة اليوم لأنها أرجح من غيرها في بابها ، ليس فيها شيء يعد من الحقائق القطعية العلمية الثابتة التي لا يمكن نقضها ، بل كلها قابلة للنقض والبطلان ، [ ص: 365 ] كما ثبت بطلان مثلها من مسلمات القرون الماضية إلى السنين الأخيرة من هذا القرن العشرين الميلادي ، التي ترجح فيها أن كل ما عرف في هذا الكون من مظاهر المادة والقوة هو مظهر لتركيب خاص مجهول لجزئي الكهرباء الإيجابي والسلبي ، المعبر عنها بكلمتي ( البروتون والإلكترون ) فبطلت بهذا جميع النظريات العلمية في المادة والقوة ، فكيف يجوز إذن تأويل نص ديني قطعي الرواية والدلالة في خبر عن عالم الغيب من الوحي الإلهي ، لنظرية ظنية في عالم الشهادة من الرأي البشري ؟ .

                          وإذا بطل تأويل علماء الكلام المتقدمين المبني على قواعد النظر العقلي ومراعاة مدلولات اللغة ، واشتراط عدم المخالفة لأصل من قواعد الشرع ، وبطل تأويل المعاصرين لما يخالف العلوم العصرية ، فأجدر بتأويلات الباطنية أن تكون أشد بطلانا لأنها تحكم في اللغة بما لا تدل عليه مفرداتها ، ولا قواعد نحوها وبيانها ، وناقضة لأصول الشرع وقواعده القطعية الثابتة بالإجماع المتواتر ، والعمل الذي لا مجال للتأويل ولا للتحريف فيه ، كتأويل الإسماعيلية القرامطة السابقين ، والبهائية والقاديانية اللاحقين ، البهائية الذين يدعون إلى ألوهية البهاء ، والقاديانية الذين يدعون إلى نبوة ميرزا غلام أحمد ، وكل منهما يستدل بتأويل القرآن والحديث مخالفا للغتهما على دينه الجديد الذي غايته أن يتبعه الناس ويقدسوه .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية