الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الحوادث في زمن عيسى عليه السلام أن الأرض أجدبت فخرج يستسقي :

أخبرنا هبة الله بن أحمد الحريري ، قال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن سمعون ، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن يزيد ، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الجيلي ، قال: حدثنا محمد بن حاتم الطوسي ، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الهروي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم التغلبي ، قال: أخبرنا مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال: خرج عيسى بن مريم يستسقي بالناس ، فأوحى الله عز وجل إليه: لا يستسقي معك خطاء ، فأخبرهم بذلك ، فقال: من كان من أهل الخطايا فليعتزل . فاعتزل الناس كلهم إلا رجلا مصابا بعينه اليمنى ، فقال له عيسى : ما لك لا تعتزل ؟ فقال: يا روح الله ، ما عصيت الله طرفة [ عين ] ، ولقد التفت بعيني هذه إلى قدم امرأة من غير أن كنت أردت النظر إليها فقلعتها ، ولو نظرت إليها باليسرى لقلعتها .

قال: فبكى عيسى حتى ابتلت لحيته بدموعه ، ثم قال: فادع ، فأنت أحق بالدعاء [ ص: 34 ] مني ، فإني معصوم بالوحي وأنت لم تعصم [ ولم تعص ] ، فتقدم الرجل فرفع يديه ، وقال: اللهم إنك خلقتنا وقد علمت ما نعمل من قبل أن خلقتنا ، فلم يمنعك ذلك أن لا تخلقنا ، فكما خلقتنا وتكفلت بأرزاقنا فأرسل السماء علينا مدرارا ، فو الذي نفس عيسى بيده ما خرجت الكلمة تامة من فيه حتى أرخت السماء عزاليها ، وسقي الحاضر والبادي .

التالي السابق


الخدمات العلمية