الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 597 ) حدثنا عبيد بن غنام ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، ثنا أبو فروة ، حدثني عروة بن رويم اللخمي ، عن أبي ثعلبة ، ولقيته وكلمته ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته ، فقال : " نويبة " قلت : يا رسول الله نويبة خير أو نويبة شر قال : لا بل نويبة خير ، قلت : يا رسول الله ، خرجت مع عم لي في سفر فأدركه الحفاء ، فقال : أعرني حذاءك ، قلت : لا أعيركها أو تزوجني ابنتك ، قال : قد زوجتكها ، فلما أن أتينا أهلنا بعث إلي بحذائي ، وقال : لا امرأة لك عندنا ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " لا خير لك فيها " قلت : يا رسول الله ، نذرت نذرا أن أنحر ذودا على صنم من أصنام الجاهلية ، فقال : " أوف بنذرك ولا تأثم لربك " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا وفاء لنذر في معصية ولا في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك " قلت : يا رسول الله ، الورق يؤخذ عند القرية العامرة أو الطريق المأتي ، فقال : " عرفها حولا ، فإن جاء صاحبها [ ص: 227 ] فادفعها إليه ، وإلا فاحص وكاءها ووعاءها وعددها ثم استمتع بها " قلت : يا نبي الله ، الورق يؤخذ في الأرض الغادية ، قال : " فيها وفي الركاز الخمس " قلت : يا رسول الله ، كلبي المعلم أرسله فمنها ما أدركه فأذكي ، ومنها ما لم أدرك ، قال : " كل ما أمسك عليك كلبك المعلم " قلت " يا نبي الله ، قوسي أرمي بها فأصيب فمنه ما أدركه فأذكي ومنه ما لم أدرك ، فقال : " كل ما ردت إليك قوسك " قلت " يا رسول الله ، أرمي بسهمي فيتوارى عني فأدركه : وفيه سهمي أعرفه ولا أنكره ليس به أثر سواه ، قال : " إن لم تصله فأصبته وفيه سهمك فعرفته ولا تنكره وليس به أثر سواه فكل ، وإلا فلا تأكل " قلت : يا نبي الله ، الشاة نجدها في أرض الفلاة ، قال : " كلها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب " قلت : يا نبي الله ، البعير أو الناقة توجد في أرض الفلاة عليها الوعاء والسقاء ، قال : " خل عنها ما لك ولها ؟ " قلت : يا نبي الله ، قدور المشركين نطبخ فيها ، قال : " لا تطبخوا " قلت : إن احتجنا إليها ولم نجد منها بدا ، قال : " فارحضوها بالماء حسنا ثم اطبخوا وكلوا " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية