الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وأطعموا القانع والمعتر .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه عن معاذ قال : أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نطعم من الضحايا الجار والسائل والمتعفف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن عمر : أنه كان بمنى فتلا هذه الآية : فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر وقال : لغلام معه : هذه القانع الذي يقنع بما آتيته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : القانع المتعفف والمعتر السائل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : القانع الذي يقنع بما أوتي، والمعتر الذي يعترض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : القانع الذي يجلس في بيته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي في " مسائله " ، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : [ ص: 508 ] أخبرني عن قوله : القانع والمعتر قال : القانع الذي يقنع بما أعطي، والمعتر الذي يعترض الأبواب . قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      على مكثريهم حق من يعتريهم وعند المقلين السماحة والبذل



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، والبيهقي في "سننه" ، عن ابن عباس ، أنه سئل عن هذه الآية قال : أما القانع فالقانع بما أرسلت إليه في بيته ، والمعتر الذي يعتريك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس قال : القانع الذي يسأل والمعتر الذي يعترض ولا يسأل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، عن سعيد بن جبير قال : القانع السائل الذي يسأل ثم أنشد :


                                                                                                                                                                                                                                      لمال المرء يصلحه فيغني     مفاقره أعف من القنوع



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 509 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، عن الحسن قال : القانع الذي يقنع إليك فيما في يديك، والمعتر الذي يتصدى لك لتطعمه ، ولفظ ابن أبي شيبة : والمعتر الذي يعتريك؛ ويريك نفسه ولا يسألك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، والبيهقي في "سننه" عن مجاهد قال : القانع الطامع بما قبلك ولا يسألك، والمعتر الذي يعتريك ولا يسألك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال : القانع الذي يسأل فيعطى في يديه، والمعتر الذي يعتر فيطوف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : القانع أهل مكة ، والمعتر سائر الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : القانع السائل، والمعتر معتر البدن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في "سننه" عن مجاهد قال : البائس الذي يسأل بيده إذا سأل، والقانع الطامع الذي يطمع في ذبيحتك من جيرانك ، والمعتر الذي [ ص: 510 ] يعتريك بنفسه ولا يسألك يتعرض لك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن القاسم بن أبي بزة، أنه سئل عن هذه الآية : ما الذي آكل وما الذي أعطي القانع والمعتر؟ قال : اقسمها ثلاثة أجزاء ، قيل : ما القانع؟ قال : من كان حولك . قيل : وإن ذبح؟ قال : وإن ذبح ، والمعتر : الذي يأتيك ويسألك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية