الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة ثامن جمادى الأولى ، قبض المستكفي بالله على كاتبه أبي عبد الله بن أبي سليمان وعلى أخيه ، واستكتب أبا أحمد الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي على خاص أمره ، وكان أبو أحمد لما تقلد المستكفي الخلافة بالموصل ، يكتب لناصر الدولة ، فلما بلغه خبر تقلده الخلافة ، انحدر إلى بغداذ ; لأنه كان يخدم المستكفي بالله ، ويكتب له وهو في دار ابن طاهر .

وفيها في رجب سار توزون ومعه المستكفي بالله من بغداذ يريدان الموصل ، وقصد ناصر الدولة ; لأنه كان قد أخر حمل المال الذي عليه من ضمان البلاد ، واستخدم غلمانا هربوا من توزون ، وكان الشرط بينهم أنه لا يقبل أحدا من عسكر توزون .

فلما خرج الخليفة وتوزون من بغداذ ، ترددت الرسل في الصلح ، وتوسط أبو جعفر بن شيرزاد الأمر ، وانقاد ناصر الدولة لحمل المال ، وكان أبو القاسم بن مكرم كاتب ناصر الدولة هو الرسول في ذلك ، ولما تقرر الصلح عاد المستكفي وتوزون فدخلا بغداذ .

[ ص: 155 ] وفيها في ( سابع ) ربيع الآخر ، قبض المستكفي على وزيره أبي الفرج ( السرمرائي ) ، وصودر على ثلاثمائة ألف درهم ، وكانت مدة وزارته اثنين وأربعين يوما .

التالي السابق


الخدمات العلمية