الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القسم السادس‏ : ما وقع فيه الاشتراك في الاسم خاصة ، أو الكنية خاصة ، وأشكل مع ذلك ، لكونه لم يذكر بغير ذلك‏ . ‏

مثاله‏ : ما رويناه عن ‏ابن خلاد القاضي الحافظ قال : إذا قال عارم‏ : " حدثنا حماد‏ " فهو ‏حماد بن زيد‏ ، وكذلك ‏سليمان بن حرب‏ ‏‏ . ‏

وإذا قال التبوذكي‏ : " ثنا حماد‏ " فهو ‏حماد بن سلمة‏ ، وكذلك ‏الحجاج بن منهال‏ ‏‏ . ‏

وإذا قال عفان‏ : " حدثنا حماد " أمكن أن يكون أحدهما‏ . ‏

ثم وجدت عن ‏محمد بن يحيى الذهلي‏ ، عن عفان قال : إذا قلت لكم " حدثنا حماد‏ " ولم أنسبه فهو ابن سلمة‏ . ‏

وذكر ‏محمد بن يحيى‏ - فيمن سوى ‏التبوذكي‏ - ما ذكره ابن خلاد‏ ، ومن ذلك ما رويناه عن سلمة بن سليمان أنه حدث يوما فقال‏ : " أنا عبد الله " فقيل له‏ : ابن من ؟ فقال‏ : يا سبحان الله ! أما ترضون في كل حديث حتى أقول‏ : " حدثنا عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن الحنظلي الذي منزله في سكة ‏صغد‏ ‏‏ " ، ثم قال سلمة‏ : إذا قيل بمكة " ‏عبد الله " فهو ‏ابن الزبير‏ ‏‏ ، وإذا قيل بالمدينة [ ص: 363 ] " عبد الله " فهو ابن عمر ، وإذا قيل بالكوفة " عبد الله " فهو ‏ابن مسعود‏ ‏‏ ، وإذا قيل بالبصرة " عبد الله " فهو ‏ابن عباس ‏‏ ، وإذا قيل بخراسان " عبد الله " فهو ‏ابن المبارك‏ ‏‏ . ‏

وقال الحافظ ‏أبو يعلى الخليلي القزويني‏ ‏‏ : إذا قال المصري " عن عبد الله " ولا ينسبه فهو‏ ‏ابن عمرو‏ يعني ‏ابن ‏العاص‏ ‏‏ ، وإذا قال المكي : " عن عبد الله " ولا ينسبه فهو ‏ابن عباس ‏‏ . ‏

ومن ذلك‏ : ‏أبو حمزة‏ بالحاء والزاي ، عن ابن عباس إذا أطلق‏ . ‏

وذكر بعض الحفاظ‏ أن شعبة روى عن سبعة كلهم أبو حمزة عن ابن عباس ، وكلهم أبو حمزة - بالحاء والزاي - إلا واحدا فإنه بالجيم ، وهو أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي ، ويدرك فيه الفرق بينهم بأن شعبة إذا قال : " ‏عن أبي جمرة عن ابن عباس " وأطلق فهو عن ‏نصر بن عمران ، وإذا روى عن غيره فهو يذكر اسمه أو نسبه ، والله أعلم‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية