الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
900 - " إذا ولي أحدكم أخاه؛ فليحسن كفنه؛ فإنهم يبعثون في أكفانهم؛ ويتزاورون في أكفانهم " ؛ سمويه ؛ (عق خط)؛ عن أنس؛ (ض).

التالي السابق


(إذا ولي أحدكم أخاه؛ فليحسن كفنه) ؛ بأن يختار له من الثياب أنظفها؛ وأسبغها؛ قال التوربشتي : وما يؤثره المبذرون من الثياب الرفيعة منهي عنه بأصل الشرع؛ لإضاعة المال؛ (فإنهم) ؛ أي: الموتى؛ على حد: حتى توارت بالحجاب ؛ (يبعثون) ؛ من قبورهم (في أكفانهم) ؛ التي يكفنون عند موتهم فيها؛ ولا يناقضه حشرهم عراة؛ لأنهم يقومون من قبورهم بثيابهم؛ ثم يجردون؛ (ويتزاورون) ؛ في القبور؛ (في أكفانهم) ؛ التي يكفنون عند موتهم فيها؛ ولا ينافيه قول الصديق : " الكفن إنما هو للصديد" ؛ لأنه كذلك في رؤيتنا؛ لا في نفس الأمر؛ ولا خبر: " لا تغالوا في الكفن؛ فإنه يسلب سريعا" ؛ لاختلاف أحوال الموتى؛ فمنهم من يعجل له الكسوة؛ لعلو مقامه؛ ومنهم من لم يبلغ ذلك؛ فيستمر في كفنه؛ ويتزاور فيه؛ في البرزخ؛ وفيه رد على ابن الحاج؛ حيث قبح قول الناس: الموتى يتفاخرون في أكفانهم في القبور وحسنها؛ وجعله من البدع الشنيعة؛ ( سمويه ) ؛ في فوائده؛ (عق خط) ؛ في ترجمة سعيد العطار؛ (عن أنس ) ؛ ظاهر صنيعه أن الخطيب لم يخرجه إلا من حديث أنس ؛ ولا كذلك؛ بل خرجه من حديثه؛ ومن حديث جابر ؛ في موضع واحد؛ وحديث جابر قال في اللسان عن العقيلي : إسناده صالح؛ بخلاف حديث أنس ؛ فاقتصر على المعلول؛ وحذف المقبول؛ ( الحارث ) ؛ ابن أبي أسامة؛ عن روح؛ عن زكريا؛ عن أبي الزبير ؛ (عن جابر ) ؛ وروح قال الذهبي وغيره: متروك؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوع؛ ونازعه المؤلف على عاداته.



الخدمات العلمية